رائدات امازيغيات
شرفات نساء أغمات
تاخدنا الاكتشافات الاركييولوجية الجديدة في بلدة اغمات بالاطلس الكبير الى واحدة من اهم ملفات الحضارة في صيغتها المغربية كونها العنوان على المحاولات البكر مغربيا لميلاد مدينة في قمة جبل لانه عادة المدن تولد في المنبسطات في ضفاف الاودية او حول ميناء بحري اما تجربة اغمات فانها تجربة نادرة دلك ان العبور اليها يستوجب صعود اعالي الاطلس الكبير الوعرة وانها كانت مدينة بدون سور او حصن كباقي المدن المغربية لان جبالها الوعرة هي حصنها الاول والاخير اغمات التي يتنبه اليها اليوم اركيولوجيا هي عاصمة المرابطين الاولى التي كانت مقر اقامة زعيمهم الروحي عبد الله بن ياسين قبل ان تفتي امراة هائلة من حجم زوجته التي ترملت بعد وفاته ليتزوجها القائد العسكري الاكبر للمرابطين يوسف بن تاشقين زينب بنت اسحاق النفزاوية بضرورة النزول بالعاصمة الى مكان منفتح ييسر على الاتباع والناس.فكان ان اختير موقع عند ضفاف نهر تانسيفت بمنطقة الحوز ولدت فيه مراكش على دات النمط الدي كان متحققا هندسيا في تارودانت
المتير في اغمات تاريخيا هو الدور الدي ظلت تلعبه المراة فيها مند زينب بنت اسحاق زوجة ابن تاشفين,حتى الرميكية زوجة المعتمد,ولعل الاهم هناك هو جوانب النظافة العمومية فيها بفضل وفرة ماء التلوج الدائمة الجريان فهي تكاد تكون اول مدينة مغربية توفرت على حمامات عمومية بدات المرجعية التي كانت متوفرة فيتجارب الرومان خاصة في مدينة وليلي متلما انها المدينة المغربية التي بها فرن وبها دار تخزين جماعية هائلة وفي دلك كله للمراة ملامح الاتر الواضحة بل ان قصص نسائها السياسية ما يكفي لجعلها مدينة لا يمكن ان تنسى ابدا في داكرة التاريخ حتى وهي معلقة في جبل عال هناك بعيدا حسابات القادة والجيوش ان قصة زينب بنت اسحاق النفزاوية وقصة الرميكية من قصة اغمات وقصص النساء لاتنسى ابدا في داكرة الايام خاصة في مجتمعات دكورية ولعل المتير في العملية كلها مكانة نساء أغمات تاريخيا ليست سوى ترجمة لمكانة المراة في السلوك العام للقبائل الامازيغية التي هي جزء فاعل في الحياة اليومية ولم تكن مقصية في حريم ما وادا كانت زينب بنت اسحاق النفزاوي قد هندست لميلاد مدينة بكاملها متل مراكش ولعل هدا سبب السحر الدائم لهده المدينة الجميلة والفاتنة لانها فكرة امراة داهيةِ~فان الرميكية ظلت شهيرة بالاتر الدي حملته معها من مجد الاندلس وبدمعها الحار على مجد ضاع وبقصتها الخالدة مع زوجها يوم تارت في وجهه بسبب الاحباط الدي كان يطوح بها في مدينة صغيرة معلقة في الجبال بعيدة عن وصيفاتها وقصرها باشبيلية بالاندلس.وقالت له قولتها الشهيرة _لم ار معك يوما حلوا قط>كلهن يقلن دلك>,فاطرق الشاعر والملك الاسير وقال لها في همس> ويوم العطر > فصمتت واجهشت في البكاء وقصة العطر ان زوجها الملك حقق لها رغبة دات مجد راح في ان تذهب لنبع ماء وهي حافية تمشي على العطر....> عن الاتحاد الاشتراكي 01/04/2010 لالة تعلات/اوربعة الامازيغية,,,قصة امراة صالحة
ظلت الأسرة الأمازيغية مَدينة للمرأة ودورها القيادي، وحسب الموروث الثقافي فإنّ الأبناء ينتسبون إلى الأمّ، وهو المجتمع الذي يحمل أبناؤه أسماء أمهاتهم لذاأقرّ أغلب الإثنولوجيين على أميسية المجتمع الأمازيغي ويستندون إلى ذلك في كون أغلب الآلهة والمعبودات الأمازيغية تحمل أسماء مؤنثة. لم تختزل الأسَر الأمازيغية دور المرأة في الأشغال الشاقة للبيت، بل تقلدت قبل ظهور الإسلام في المغرب مناصبَ قيادية كالملك، وكانت فاعلة سياسية بل شغلت منصب القائدة العسكرية وأثبتت حنكتها ومهارتها في التخطيط العسكري، وألحقت هزائم بما يسمى «أعداء البلاد الأمازيغية»، كما نالت حظوة واسعة في عالم الزّهد والتصوف ونظم القوافي، أشهرهنّ على الإطلاق الولية الصالحة لالة تاعلات، دفينة مرتفعات منطقة «تاسكدلت» في إقليم شتوكة أيت باها. لالة تاعلات.. امرأة صبورة عصامية حلت بالمكان خلال القرن الثالث عشر، واختارت ربوة «عالية» استمدّت منها لقبها «تاعلات»، يزورها الرجال فقط في الخميس الأول من مارس الفلاحي، وتزورها النساء خلال الخميس الثاني الموالي، في رمزية ظاهرة لأنّ هذه المرأة عاشت في المنطقة مجاورة لرجال العلم وحدهم حتى ارتقت إلى مرتبة الأمّ. تجمع الكاتبات التاريخية على أنّ تاعلات كانت سيدة عصامية بدون شجرة أنساب أو أولاد.. لهذا فليس لديها أحفاد يجلسون قرب الخزنة الحديدية لضريحها، فالمستفيدون من ريع «الزيارة» هم طلبة العلم في المدرسة المقامة بجوارها وتؤوي الطلبة من كل أنحاء سوس والمغرب.. فرضت هذه المرأة وجودها وسط القبيلة الهلالية في شتوكة في منطقة محافظة، أحبّت الفقهاء والعلم والعلماء، وتمكنت من أن تتبوأ مكانة روحية بمجاورتهم. قال عنها العلامة الحضيكي: «اسمها فاطمة بنت امحمد نيت واعلا الهلالية، وأصلها من قرية إيمي نتاكاض، وتنتمي الى بطن أيت عبلي، وهم فرع من أيت الحسن المتحدّرين من أيت تاسكدلت، وهؤلاء ينتمون الى بني ظريفة الإيلالن، وكانت رابعة زمانها، عالمة عجيبة الحال، لها شهرة الى ما وراء حوز مراكش، وكانت من الصّالحات القانتات الصّابرات الخاشعات الذاكرات الله العابدات.. وقد انتشر صيتها وعمّ بلاد سوس والغرب، وأثنى عليها الناس، وفشا وذاع ذكرها بالولاية والصلاح عند العامة والخاصة في جميع الناس، وتؤْثَر عنها كرامات، وشهد لها بذلك كله أكابر العلماء العاملين، وأهل الخير والمحبّة والدين، ومنهم الشيخ الإمام العالم سيدي امحمد بن صالح المعطي البوجعدي. كما كان يراسلها بعض أكابر تلك الجهات، وكانت متزوجة برجل من أيت علا وعقد نكاحها مؤرخ تأريخا عجيبا، حيث اختارت تحرير العقد في اليوم 12 من الشهر 12 من العام 12 من القرن 12 الهجري».. توفيت تاعلات سنة 1207 ه، أي بعد وفاة السلطان المولى يزيد العلوي بسنة واحدة، والذي توفي قبلها سنة 1206 ه، وكانت معمّرة ومسنّة، حيث عاشت قرنا كاملا، حتى تجاوز عمرها أكثر من 110 سنوات. وُصفت تاعلات من طرف المؤرّخين على أنها: «عالمة عجيبة الحال، من الصّالحات القانتات الصّابرات الخاشعات، الذاكرات لله كثيرا، العابدات». وقال عنها الفقيه محمد بن أحمد البوقدوري: «ومن كرامات هذه الولية الصالحة أنّ الفقراء الناصرين يزورونها كل عام في أول فبراير، فإن أجدبت السنة صلوا صلاة الاستسقاء، وإلا فلا». وكانوا يبيتون فيها ليلة الجمعة، ويحيون تلك الليلة بالذكر والمذاكرة. ذكرت كتب التاريخ، التي تناولت سيرة هذه المرأة، أن اسمها الحقيقي هو «فاطمة بنت محمد»، هلالية الأصل، وكانت معروفة بلقب «رابعة زمانها» نسبة إلى رابعة العدوية، التي عُرِفت بزهدها وتقواها وصلاحها. وورد عن الفقيه البوقدوري أنّ «تاعلات» تركت قصائد شعرية بالأمازيغية السّوسية، في موضوع التوسل والنصائح ومدح الرّسول -صلى الله عليه وسلم- ومنها منظومة رائعة منقولة من رسالة للباحثة يخديجة كمايسين، يقول مطلعها: أصالي على محمد الرّسول إيهُوزّا إيكنوان إيهوزّا العرشي وترجمتها إلى اللغة العربية: الصلاة على محمد الرسول هزت السماوات وهزت العرّش وهزّتكم.. وبعد وفاتها تواترت كثير من القصص والرّوايات حول عقمها وقسوة زوجها المزواج، الذي رفض نظمها للأشعار.. لذا دأب السّوسيون مند القدم على التعاطف معها وتكريمها وتعظيمها، فجعلوا موسمها فاتحة مواسم سوس، ومكنوها من حظوة خاصة لتصبح ملهمة المدارس العتيقة، لاسيما الرّجال الذين يحجّون إلى ضريحها أفواجا، يُكنّون لها احتراما خاصا، وهم يمثلون أمام قبرها حيث ترقد، يخرجون من مقرّاتهم في مسيرات من أجل التناوب والتنافس على قراءة ريع حزب في مقامها، ويقيمون لها ليلة خالدة مساء أول خميس في الموسم. ويزيد مريدو الولية الصالحة «لالة تاعلات» عن 40 ألف زائر يحجّون إليها من داخل المغرب ومن بين أفراد الجالية المغربية المقيمة في أوربا، يحلون خصيصا لحضور موسمها، الذي يدشّن موسم الزوايا الدينية والمدارس العتيقة في المنطقة، والتي يزيد عددها على 70 مدرسة. المرأة داخل المجتمعات الأمازيغةحظيت المرأة الأمازيغيـة بتقدير كبير في المجتمع الأمازيغـي خلال العصور القديمـة، فإليها يتـم الإنتساب وهي نواة الأسرة المركزية وعمدتها، وقد احتفظت اللغـة الأمازيغية ببعض بصمات وآثار هذا التقدير حيث أن (تامغـارت) تعني كبيرة القوم ومذكرها (آمغـار) وهو رئيس القبيلة وكبيرها، في الوقت الذي كان يتـم تحقير ثقافة معظم القبائـل العربية لشخص المرأة، حيث كان موقف العرب من المرأة لايختلف عن الثقافات النسائية التي عرفتهـا الحضارات الإغريقية والرومانيـة .. فيما يخص دونيـة المرأة وتبعيتها للرجل، وقد كانت المرأة تعيش الظلم والإستبـداد إلى درجة الـوأد وهي حية معتبرة إياها عـار الأمة وسوء القبيلة، من حيث أنها قصيرة العقل والنفس ولايمكن وضعها موضع الرجل الذي يمتلك قدرة فائقة ومكانة خلاقة ومميزة كما يزعـم. ومن هنا يتبين جليـا أن المرأة الأمازيغية حظيت بمكانة مميزة جعلتهـا سيدة القوم وأعطتها المكانة التي استحقتها عن جدارة، ويشهد بذلك تاريخ شمال إفريقيا بشواهد وأعلام نسائية تبوأن مكانة عاليـة في المجتمع ولعبـن دورا تاريخيا وسياسيا لم تعهد مثله بقيـة الحضارات القديمـة. "وبرغم التمييـز الذي تعرضت له المرأة عبر تاريخ البشرية تبقى المرأة الأمازيغية من بين الحالات الإستثنائيـة التي أفلتـت من تلك الممارسات الوحشية وعوملت معاملة محترمـة وشريفة من طرف الرجل الأمازيغي الذي حاول قدر الإمكـان إنصافها بشكل طبيعي وعادي، وكان ينظـر إليها دوما من زاوية المساواة والحق في الوجود دون وصايـة أو جبروت، واعتبرها طرفـا اجتماعيا لايمكن الإستغناء عنها وهي تمثل نصف البشرية وأن أي إكراه أو تعسـف تجاهها لايمكن أن يجلب للمجتمع إلا عاهات مستفحلة تزيد من تجذيـر التهميش وتدمير النفس، فمنحهـا ما تستحقـه من حقوق وفـك العزلة عنها لتحقيق استقرار مجتمعي ولتعـد شعبا طيب الأعراق يستشرف المستقبل برؤية متفائلـة وضاءة، ففعلا حافظت (المرأة الأمازيغية) على مكانة مهمة ومقتدرة ضمن وسطها الأسـروي والإجتماعي، وكان لها دور وازن في الحياة اليومية والعمليـة كقوة منتجـة حركية داخل النسيج الإجتماعـي، ومساهمة فعالة في مواكبة الركب الحضاري إلى جانب الأمازيغي الذي لم ينظـر إليها أبدا أداة للجنس وإشباع الغرائز، بل كان دومـا يحاول الأخذ بها إلى مستوى راق وكان يرى على الأقل أن تكون سيـدة نفسهـا. وهذا التعامل كان يمارس بشكـل عفوي مادام أنه مرتبط بالشعور والعواطـف والوجدان مؤكدة على أن الإنسان الأمازيغي ولد على فطرة سليمـا ومسالمـا، فحسبنا ما عهدناه في أسرنا وأمهاتنا إلى عهـد قريب حتى لايقال أنه من باب المبالغـة واللغو، فالمرأة في المجتمعات الأمازيغية ركيزة أساسية يعول عليهـا لأنها مؤطرة المجتمع، فدائمـا يلتفت إليهـا بعين الرضى والقبول فهي لاتختلف عن الرجل في شيء، فهي ليست عديمة العقل أو قصيرة النظر، وبـروح الضمير الإنساني هي مؤهلة للعطـاء والإنتاج كلما حاولنا إخلاء سبيلها من القيود المجحفـة والأعراف الوهمية والخلفيات . 2 - المرأة الأمازيغيـة وتقسيم العمـل : اعتبرت المرأة الأمازيغية منذ البدء عنصـرا نشيطا وحيويا، فلقد تحملت مسؤوليات عـدة جنب الرجل لتخطي عقبات العيش اليومي والإرتقـاء إلى مستوى أفضل مما هو عليه، فعملت في الحقل صيف شتاء، بإتقـان ومهارة ومثلـت الدعامة الرئيسية للعمل الجماعي (ثويزا) إلى حد الآن، فظلت تقاسم محـن الرجل في المزارع حتى اليوم، رافضة كل أشكال التقاعس والإعتكـاف داخل البيت لأنها ذات تحمل من العطاء والإنتاج ما يكفي مجال حياتها، وترجع جدية عملها إلى الإعتراف الواقعي الذي يؤكـد وبالملموس على أنها أداة لتحقيـق الإكتفاء الذاتي والأمن الغذائـي، وفعـلا كانت حريصة أشد الحرص على استكمال شروط ما يطلب منها إما عن طريق التناوب أو بالتفاوت مقارنة مع الرجل ليتمكنـا من تغطية عملهمـا الواسـع. فكان الرجل يتكلف بالحقول النائيـة والبعيدة والمرأة تشتغل بما جاور المنزل حتى يتسنى لها الأمر لطهـي الطعام ومراقبة الأطفال والسهر على أمن الدار، فكانت تقوم بكل الأعمال الفلاحية من زراعة ورعـي وسقي وأعمال منزلية وما تتطلبـه من أعمال خارج البيت مثل جلـب الماء والحطب وحـش الكلأ للماشية وإصلاح البيت وتزيينـه والقيام ببعض الحرف اليدوية كحياكة الزرابي وصنع الأواني الفخاريـة لتوفير الحاجيات الضرورية أحيانا هذا فضلا عن كونها زوجة وأمـا، وهذا ما كان يطمئـن إليه الرجل ويجعله ذلك ينظر إلى هذه (الإنسانة) بنظرة الحب والإخلاص مستبعدا كل شكل من أشكال التهم الباطلــة. ولايعتبر المجال الفلاحي الوحيد الذي اشتغلت فيـه المرأة الأمازيغية بل تعدى نشاطها إلى أكثر من موقع ومجـال، فلقد مارست التجارة أيضا في الأسواق الخاصة بها وعن طريق التجول حول المداشر عن طريق المقايضة حتى تعيـل أولادها في حالة وفاة الزوج .. ولكون المجتمع المنتميـة إليه متشبعـا بروح الأخلاق فإنها كانت أثناء مزاولة مهامهـا لاتتعرض لأي انتقام أو سطـو لأنه كانت هناك قوانين زجريـة عرفيـة صارمة تبيـن مستوى الأخلاق لأبنـاء القبيلة ووقوفهـا في وجه كل أشكال الشطط والإعتـداء، ومازلنا إلى حدود اليوم نرى صرامة ذلك أثناء ضبط اللصوص في الأسواق ومعاقبتهـم باللجام (كسوق أربعاء توريرت نموذجا بالريف)، وبعيدا عما ذكرناه فقد مارسـت المرأة الأمازيغية مهنا خاصة بها إما مولـدة أو ممرضة أو مسعفـة (ثعـوات) أو صانعة الأفران وبعض المساحيق إلى غير ذلك من الأدوات المنزلية فكانت الماهرات كثيـرات الطلب من قبيلة إلى أخرى، وقد اقتحمت المرأة الأمازيغية كل هذه المجالات وعيـا منها بأن الحرص على الوضعية الإجتماعية هو الحرص على الشـرف أصــــــلا. - المرأة الأمازيغيـة والفعل السياسي : حظيت المرأة في المجتمعات الأمازيغيـة بمكانة هامة وعوملـت معاملة حسنة من طرف العامة، ونظرا للثقة المتبادلة بينهم ارتقـت إلى مراكز القرار السياسي لسير شؤون البلاد والذود عن خريطة الوطن ومحاكمة الجاني ليستخلص الآخــر عبرة المرأة الأمازيغية التي أذهلت الكثيريـن لأن المرأة في نظرهم جسد للمداعبـة وهذا ما يؤكده التاريخ بشهادة إثبات حين تزعمت (تيهيـا) ثورة الأوراس، تلك الملكة الأمازيغية العظيمة التي قادت المقاومة واعتبرها العرب ساحرة وكاهنة وهي مصممة على الإنتقام لموت (كسيلة) ورفاقـه، وحين كادت أن تقع في فـخ الغزو طلب منها أصحابها الفرار فردت قائلة : (أأفـر لأورث لقومي العـار؟) لأن التضحية في سبيل عزة هذا الوطن كانت أعلى بكثير فاختـارت الموت الكريم بدل العيش الذليـل، ونفس الطريقة اقتدت بهـا زوجة (سيفاكـس) حين شعرت بالهزيمة وخافت أن تصيـر غنيمة فتجرعت السم، وشهامة المرأة في بلاد الأمازيغ لم تقتصـر على هذين النموذجين فقط"(1)، بل نذكر المكانة التي حظيت بها زينب النفـزاوية الهوارية التي ظهرت ببلدة (أغمـات) نواحي مراكش والتي تنتسب إلى قبيلة (إنفـزاون) حيث كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة، واشتهرت بطموحها وذكائها الخارق إلى درجة تحولهـا إلى رمز للسلطة يتهافـت القادة للزواج منها، أعجب بها يوسف بن تاشفين وتزوجها وساهمت في تسيير شؤون الحكم إلى جانبـه بحنكـة وجدارة، ولها بنى ابن تاشفين مدينة مراكش، "كما عرف العهد المرابطي بـزوغ نسـاء أخريات خلدن أسماءهن في سجل التاريخ ومنهن: (تميمة بنت يوسف بن تاشفين) المشهود لها بالذكاء والأدب والكرم، كما أنها كانـت امرأة أعمـال، تشرف على إدارة ثروتها بنفسها، وقد جاء ذكرها عند ابن الآبـار وابن القاضي كما اعتبرت زوجة علي ابن يوسف امرأة سياسية محنكـة، حيث كان زوجها يقوم بإدارة شؤون الدولة عمـلا بمشورتها، وأيضا (فانـو بنت عمر بن بنتيـان) التي كانت محاربة ومدافعـة عن الدولة المرابطية (2)، فقد ناضلت بحـد السيف ونالت إعجاب الموحدين، وهذا العمـل البطولي في التاريخ الأمازيغي يستحق كل الإعتـزاز بثقافتنا الحقيقية". فالمرأة الأمازيغية بايعهـا الرجل كما بايعتـه من باب الإنصاف والعدل لإنه مجتمع راق، ويكفـي جيدا أن حقوق المرأة الأمازيغية قديمة قـدم التاريخ، وهذا الفضل يرجع إلى الرجل الذي لم يضطهدهـا وأخذ بيدهـا واستشار معها في الشأن المحلـي، واعتبرهـا طرفا محاورا قبل أي قرار انفـرادي لتأسيس حياة اجتماعية سليمـة ومتوازنة لأن الإقصـاء يخلق التوتر والقلق، وهذا الإلتحـام والتضامن هو الذي جعل الأمازيغيين يقفون سدا منيعـا في وجه كل الهجومات حيث انخرطن في خلايـا المقاومة جنب المقاوميـن الرجال ولايمكن إطلاقـا إنكار دور المرأة في النضال الوطنـي، فالمصادر التاريخية تؤكد وبقـوة على أن المرأة الأمازيغية في الريف كما في سوس والأطلـس وعلى صعيد تامزغـا مناضلـة مقتدرة يعتبـر نضالها جـزءا من نضال الشعب، فالنسـاء اللواتي كن يختبئن في المنـازل كن يعتبرن من الخائنـات ولاقيمة لهن في المجتمع، على الأقل المساهمة بالزغاريـد أثناء الإنتصارات، وطهي الطعام والبحث عن الماء وفضح أسرار العدو، فاعتبـرت نفسها مسؤولـة عن مصير هذا الوطن، ورفضت الإعفـاء منه لتنخرط بشكــل واع ونضـج فائق في النضــال السياسـي، فعرفت كيف تزاوج بين المقاومة المسلحـة والثقافة، فكانت نعـم البطلة التي لم ترضـى بالذل، وهذه طبيعـة الإنسان الأمازيغي منذ فجـر التاريخ والذي كان دومـا يقدر المرأة ويقـر بوجودها وباحترامهـا، فمن الرضاعـة إلى المزرعـة إلى السوق إلى المقاومـة، كانت تتجشـم حجم المسؤولية لتكون في مستواهـا إرضاء لحـب هذا الوطن وهذا الضمير، وبلا مبالغة، فهـي صانعة الرجال الأبـرار الذين حفروا أسماءهم في جدار هذا التاريخ أمثال (يوغرطـا ومسيسينيـا … إلى غير ذلك من الأسمـاء اللامعة، فالمرأة الأمازيغيـة عرفت كيف تربي الرجال وتزرع فيهـم الشجاعة والغيرة والرجولة فهي صانعـة التاريــخ."(3) - شجاعة المرأة الأمازيغيـة وجرأتها : احتفظت المرأة الأمازيغيـة بخاصيـة الشجاعة والإقـدام كرصيد ثقافـي موروث عن الأجيال الضاربة في القدم مما جعلها تقوم بكل الأعمال والمهام الصعبة والشاقة والخطيرة إلى درجة أنها اقتحمـت عالم المخاوف والأخطار وساهمت في الأعمال الحربية، سواء كرفيقـة ومشجعـة للرجل -زوجا أو أبا أو أخا - أو مشجعة لهم كممرضة للجرحى والمعطوبين أو كحاملة للسلاح، وفي هذا الإطار أستحضر الشهادات التاليـــــة: فعن المرأة الأديبة والشاعرة التي وظفت أدبها للمقاومة والنضال من أجل أشرف قضيـة وأنبل هدف وهو الوطـن، فلم أجد أفضل من امرأة ضريرة -لاتبصر- والمعروفة بـ (تاوكرات أولث عيسى نايث سخمان) أقامت بالأطلـس وبالضبط في منطقة أغبالا، نشأت يتيمـة ولم تتزوج وكرست نفسها للمقاومة ومواجهـة الإستعمار بالكلمة القوية المعبـرة والشعر الملتزم الهادف، الموجه للإستعمار تارة وللمتخاذلين في مواجهته تارة أخرى وعنها يقول ( رينيـي) الذي يصفها بأنها كانت عدوتهـم :" لم تكن نبيـة ولم تكن سحـارة .. وإنما كان لها خيـال يندهش المرء لما فيه من قوة خارقـة".(4) أما عن النساء اللواتي حملـن السلاح أو ساعدن مباشرة حاملـه، فقد كانت شهادة صادقة فيما قاله المقاوم عبد الله عبد الرحمان الصنهاجـي في حق المرأة الأمازيغية في منطقة الريف وشجاعتها مرحلة المقاومـة المسلحة وهو كما يلي : "فكانت هذه الزوجة خير مساعد لي في أعمالي وقت تأسيـس وتسيير شؤون قيادة جيـش التحرير بالناظور، فقامـت بعملهـا في هذا السبيل بقدر ما تستطيع القيـام به المرأة في الجهـاد، و وجدت في هذه الزوجة الوطنيـة الصادقة (أمينة بنت علال بن حدو) وقت ممارستهـا للعمل في القيادة .. مثال المناضلـة الصادقة (السعديـة) زوجة أخي الشهيـد محمد بن محمد بن علـي، كما لاحظت هذه الروح الوطنيــة لدى كثير من النساء المغربيات المقاومـات في صفوف المقاومة وجيش التحريـر، كمثل المرحومة أمينـة بنت بوزيان اليزناسيـة أم الرحماني ميمون بن محمد اليزناسـي، التي أظهرت كفاءتها الوطنية في حراستها لمستودع السـلاح بمركـز (كرمـة) علـى ضفاف وادي ملويـة السفلى في الوقت الذي فتحت فيه السلطات الإستعماريـة الإسبانيـة والفرنسيـة البحث عن هذا السلاح في المنطقة بعد عثورها على البندقية العشاريـة، ومثـل المرحومة أم المجاهد (حمـوش) التي عندما جرح إبنهـا هذا في أول معركة بـ (تيزي وسلـي) رافقتـه في نقله إلى المستشفى بالناظور وقالت للمقاوم عبد الله عبد الرحمان الصنهاجـي حينها: (حموش في يد الله ويدكم أما أنا فابعـث بي حالا إلى جبهة القتـال لأساعد ولدي الإثنين الباقييـن في الجهاد بالماء والخبـز والبصلة)، كما بزغـت أيضا المرحومة خديجـة زوجة المجاهد (موح حمـاد أقضاض) التي كانت دوما إلى جانب زوجهـا في جبهة القتـال جنبا إلى جنب كالرجـل. نستشف إذا من كل ذلك أن المرأة الأمازيغيـة ببسالتها وشجاعتها التي لا تقاوم استطاعت أن تقـود المعارك والمظاهرات وتشارك في المقاومـة وجيش التحرير، بل كانت في تاريخهـا البعيد القريب -بالإضافة إلى مهمتها المنزلية - تحمل البندقيـة وتجاهد إلى جانب زوجها وأولادها في الجبال والسهول ومن الجنوب إلى الشمـال، ومنذ أن بدأت الجيوش الفرنسية والإسبانيـة في حملاتها العسكرية لاحتلال البلاد من سنة:1907 إلى سنة:1934، وهي بذلك خلدت أروع صور البطولـة والجهاد لدى النساء المغربيـات كما عرفهن التاريــخ."(5) وإلى جانب هذه الشهادة الرائعة في حق النساء الأمازيغيات في منطقة الريف التي لا تختلـف عن باقي المناطق والجبال، نستحضر شهادة المؤرخ (فورنيـل) الذي رغم انتمائـه إلى الطرف المعادي للأمازيغ خلال فترة المقاومـة لم يمنعه ذلك من القيام بمهمتـه وتسجيل هذه الحقيقة التاريخيـة التي يقول فيها: "وقد ذكر (إدوارد وسترمـارك) أن هؤلاء الصالحات كثيرات الوجود بمراكش (أي المغرب) ، وأن هـذه - المرأة الأمازيغية والجمـال : إن المرأة الأمازيغية في الريف على الخصوص وبعد ذكرنا لبطولاتهـا عبر العصور والتي أذهلت الكثيرين، وكذا انخراطهـا في المقاومة جنب المقاوميـن الرجال للنضال من أجل الذود عن خريطة الوطن-هذا من الناحية السياسية- لابأس أن نحاول تسليط الضوء على حياتها المعيشية اليومية الإجتماعية التي كانت جزءا من هويتهـا الضاربة جذورها في التاريخ والنابعة من أعماق تربة شمال إفريقيـا. فقد عملـت المرأة الأمازيغيـة على الدوام على أن تظهر بالصورة اللآئقـة بها،لذلك فقد كانت تولـي أهمية وعناية فائقتيـن لكل ما يمكن أن يبـرز جمالها ويبينـه من لباس وحلـي وشعر أو وشـم بالإضافة إلى وسائل الزينـة الأخرى… أولا : المرأة واللباس: إن المرأة الأمازيغية -وعلى حسب المناطق المنتمية إليها- اكتست ملابسها وحليها صبغة نابعة من صميم التراث الأمازيغي،ونذكر تحديدا منطقة الريف التي تميزت النساء الأمازيغيات فيها بزيهن التقليدي الذي لازالت تحافظ عليه المرأة الآن في بعض المناطق الريفيــة . ونظرا لانعدام المصادر وندرتها بهذا الخصوص، فإني ارتأيت سؤال بعض النساء المسنات الأمازيغيات اللاتي أكدن على أن المرأة الأمازيغية كانت تولي أهمية بالغة للباسها الذي كان يتميز بالحشمة والوقار، كما كان للحلي دور في إبراز جمالها، هذا بالإضافة إلى وسائل الزينة الأخرى، وأذكر من بينهن الحاجة فظمة حمو المير البالغة من العمر حوالي 82 سنة والقاطنة حاليا بمدينة مليلية، والسيدة ثميمونت الحاج محند بوستة البالغة من العمر 75 سنة والقاطنة بمركز قاسيطا، والحاجة فاطمة أويشو الحاج صالح،واللاتي أكدن جميعن على ما يلي : "فقد انقسم لباس المرأة الريفية إلى ثلاثة أصناف، صنف حسب الأعمار حيث انحصر زي المرأة ما بين العشرين إلى غاية الأربعين في لباس من قطعتين يسمى الداخلي بـ (ثقنداث) والفوقي ب(الدفين) وكان يتميز بألوانه المختلفة التي تزيد المرأة الريفية جمالا كما كانت ترتدي سروالا يصل إلى الركبتين يعرف ب(سروال نتينغي) ويكون سروالا فضفاضا، وتضع على رأسها خمارا يعرف ب(ثسبنشت)، إضافة إلى لباسها فقد كانت المرأة الريفية تتزين بالحلي التي أخذت نصيبا في إبراز زينتها والتي تميزت بطابعها التقليدي المحض الذي يرمز إلى الهوية والعراقة الأمازيغيتين،فقد كانت تضع حول عنقها قلادة تسمى(ثمريست)أو (ثشفاث) -وتعني الكلمة سلحفاة- التي كانت عبارة عن سلسلة طويلة محاطة بنقود فضية على الجهتين تتوسطها (ثشفاث) التي تأخذ شكل سلحفاة، كما كانت تعلوها في الأعلى مشابك تسمى(ثسغناس) التي كانت ترمز إلى الأنوثة، والتي كانت تشبك في(الدفين) لتعطي شكلا رائعا متناسقا مع ما ترتديه من لباس، وكانت تضع أيضا (الخامسة) التي كانت تأخذ شكل يد كانت تجسد الرغبة في إبطال المفاعيل الضارة، أما في أذنيها -ومع ما كانت تقوله السيدات المسنات لي وبإبراز آذان معظمهن -فقد تبين أن المرأة الريفية كانت تضع حلقات تأخذ شكلا دائريا وكبيرة شيئا ما تحمل في أسفلها النقود الفضية التي تتوسطها حبات من العقيق الحر والمساة (ثخرازين ن وذمام ن الحر) وقد كانت ثقيلة نوعا ما وهو ما جعل معظم آذانهن يتقطع نحو الأسفل، أما في يديها فقد كانت تضع ما يسمى ب(ثمقياسين ن رحروش)التي كانت على شكل مستدير ومسنن، وفي أصابعها خواتم فضية تسمى (ثيخوذام)، وطبعا لا ننسى أنها كانت تضع في أسفل قدميها عند الكعبين ما يسمى ب(اخرخارن) وهي عبارة عن أساور خاصة للكعبين والتي كانت تأخذ أشكالا مختلفة ومتعددة،هذا بالنسبة للمرأة الشابة، أما بالنسبة للمرأة ما بين سن الخمسين إلى غاية الستين فقد كان لباسها محددا من حيث اللون وغالبا ما كان يقتصر على اللون الفاتح مثل الأبيض والوردي وما شابههما، وقد كانت تلبس نفس لباس المرأة الشابة وهو (دفين) و(ثقنداث)، وقد كانت تضع على رأسها خمارا يسمى ب(ثشاربشت، ولا تضع كل الحلي التي تضعها المرأة الشابة، بل اقتصرت حليها في وضعها حول عنقها ما يسمى ب(ثسدشت ن وذمام ن الحر) أو (السنسرث) التي كانت عبارة عن سلسلة محاطة بنقود فضية أو سلسلة محاطة بالعقيق الحر. أما بالنسبة للجيل الأخير من النساء الريفيات واللاتي تعدين سن الستين، فقد اقتصــر عليهن لباس (الدفين) و(ثقنداث) الأبيضين وتضع فوقهما إزار ابيض أيضا يسمى"ريزار" الذي كان يشبك بالمشابك الفضية(ثسغناس) حول الصدر من الناحيتين ويحزم حول الخصر بما يسمى(أحزام) الذي غالبا ما يكون أحمر اللون وتزينه زخارف من التراث الأمازيغي،أما على رأسها فقد كانت تضع عمامة بيضاء أو (الرزة) التي كانت تحبك جيدا فوق الرأس، ولا ننسى أن الحلي اقتصرت بالنسبة للمرأة المسنة على المشابك (ثسغناس) و(ثمقياسين نرحروش) فقط . ثانيا : المرأة والشعـر : يعد الشعـر من أهم نواحي الجمال الأنثوي، ويكتسي مكانـة عاليـة لدى المرأة الأمازيغية سواء بالريف أو غيره لأنه الجزء الأكبر من جمالهـا، ولقد سجل الأمازيغ عبر التاريخ الإهتمام اللآئـق الذي حضي به الشعر، فتبـرز الرسومات الجدارية القديمة للإنسان الأمازيغـي مدى الإعتنـاء الذي يوليه الأمازيغ لشعره، بتصفيفـه وتزيينـه بوسائل نباتيـة وجماليـة مختلفـة . وعملـت النساء الأمازيغيات بعيدا عن أضواء المحلات المتخصصة في فن الحلاقة والتصفيف على الإعتنـاء بشعرهن حتى برزت وعبـرت عبر العصور تصفيفات عديدة أصبحت تميز نسـاء كل قبيلة على حدى، وكانت النساء تحميـن شعرهن من ألسنة حرارة الشمس والأوساخ وتخضيبـه باستمرار بالحنـاء ومواد طبيعيـة تستعمل لتقويتـه ونمـوه، وتظهـر الحياة اليومية للمرأة الريفيـة مدى خوف هذه الأخيرة من بروز الشيب على رأسها، وحمايتـه من الطفيليـات، فكان من العادة أن تتبناها النساء الأمازيغيـات فيما بينهن في المناسبات بطول وكثافة ولون شعرهـن . والشعر حظـي بقيمة كبرى عند الأمازيغ وباهتمامهم، وهذا ما جعل الشاعـر الأمازيغـي يخاطب محبوبتـه قائلا في هذا الإيـزري:أي الشعر: "موشواف أزيـرار إسغوان -ن- وانـو أخـام أذفـغ رحبـس عماين كيوالـو" والشاعر في هذا الإيزري يبدو منبهـرا ومندهشا بطول وكثافـة شعر حبيبتـه الذي شبهـه بطول الحبال المستخدمة لجلب المياه من قعـر الآبار العميقـة.(1) وبهذا يظهر جليـا أن الشعر الطويـل عنذ المرأة الريفية كانت له دلالة خاصة عند الرجل الأمازيغـي، وهذا ما جعل الشاعر يعجب بطولـه، وجعله يريد الوصال بها مهمـا كلفه الأمر حتى و لـو كانت النتيجة سلبـا لحريتـه . إن الفتـاة المقبلة على الزواج في الريف تـرى في شعرها عنصرا هاما للحصول على الرضى من طرف الآخـر، نسمعها تحترق ألما وحسرة من خلال قول الشاعر في هذا الإيـزري: "أومـي وغام أشـواف لعزيز مايمـي ثتـرود لعيـون ذي بارشنـن ذايسـن إغـاثعــذوذ" وهنا يواسي الشاعر بطريقتـه الخاصة هذه الفتاة المنطوية على نفسها، والتي أصبحت لاتملك إلا العبـرات لتعبر بها عن إحباطها وتشاؤمهـا المفرط بسبب قصر شعرهـا، فلم يملك الشاعر إلا أن يخفف من وطأة هذا الحزن مشيـرا إلى أن الشعر الطويل لا أهميـة له في الوقت الذي تملك فيه عيونا جميلتيـن مفعمتين كافيتـان بأن تصبح زوحة جميلــة . لكن شاعرة أخرى أرادت أن تزيد الطين بلـة، فنسمعها في البيت الآتـي تعاتب أحدهم قائلـة : "مايمـي ثوحـذ لخاريـج، مايمـي رخذمث نـش؟ موكــا غاس آشـواف أورا ثمغـــارث نـش في الإيـزري تهجو الشاعرة أحدهم وتذكره بمـآل وقيمة عمله وأتعابـه في أوربا(المهجر) في الوقت الذي تزوج فيه زوجة تملك شعـرا قصيرا معتبرة أن ريش طائر البـوم أطول منه، علاوة على ذلك فشاعر آخر في البيت الشعـري الموالي استطاع أن يعلـم بزواج فتـاة إلا من خلال شعرها فنسمعـه يقول: "موشـواف أزيرار غضـاخر ذ نعنـع سيخنتــا ثمـرش نشين عاذ نضمـع" يتحدث الشاعر هنا عن فتـاة شبه جدائـل شعرها الطويل بأغصان النعناع المخضرة والعطـرة، بحيث نلاحظ أن الإيـزري يستمد قوته الجماليـة من أشياء الطبيعة، بهذه الخاصية اكتشف الشاعر بأنـه لا أمل له بالإرتباط بها لزواجها المبكر نتيجة طول شعرهــــا. دائما يزداد اهتمام واكتراث الآخر (أي الرجل) بالشعر باعتباره مستهدفا من طرف الأنثى، لكن هذه المرة جعل من خصلاتـه مجالا للشعوذة وأشار للحبيبة بوصفه في التمائم والأحجبـة للإيقاع بها، كوسيلة ثأر متبادلة بين الطرفين، فنسمع الشاعرة الأمازيغية تقول: "أياشواف إنـو إيتمكسيـن ذي رجبوب أرفقيـه -ن- تمزييـدا أزاي ثاويذ دنوب" إنها تعبر في أسف عن المآل الذي آل إليـه شعرها ليصبـح بعد أن كان رمزا للجمال مادة للعب والسحر.(2) نستنتج إذا أن الشعر عند المرأة الريفيـة كانت له دلالاتـه الخاصة عند الرجل الأمازيغي وكان عند المرأة نصف جمالهـا الذي يعبر عن أنوثتهـا. ثانيا : المرأة والوشـم : " يعتبر الوشـم تقليدا طقوسيا عريقا و موغلا في الثقافة الأمازيغيـة، فالإنسـان الأمازيغي كان يعيش في عالـم من الرموز والعلامات والقوانين التي كان يقصـد منها التأكيد على انتمائـه إلى الهوية الأمازيغية، فهو إذن أسلوب ذو مضمون ثقافــي أو اجتماعي له علاقة وثيقة بالتفكير الأسطوري أو الفلكلوري كما يمكن أن يكون ذا مضمون جنسي خاصة عند المرأة الأمازيغية التي تتزين بالوشـم في غياب المساحيق الملونـة قصد التمييز على الرجـل.."(3) وقد ظل الوشـم برموزه وأشكاله وخطوطه من بين أهـم مسائل الزينـة وتجلياتها القارة والدائمـة على أجزاء معينـة من جسد المرأة خاصة الوجه واليدين والرجليـن".(4) والمرأة الريفية على الخصوص كانت تستخدم الوشم في أسفـل الوجه أو تحت الشفـة السفلى، وأحيانا على ظهر اليد والأصابع، أما الرجل فكان يكتفـي بوشم صورة لطائرما يعتقـد أنه الهدهدعلى الصدغ لحماية الرأس من الآلام والصداع، واقتصر الوشـم عند البعض من القبائل الريفيـة عادة على نقطة واحدة بسيطة فوق الذقـن، وأخرى على الجانب الأيمن من الأنف للحماية من آلام الأسنـان، وأخرى في بداية الجفن للحماية من أمراض العين، ويؤكد(5) (ليث الخفاف):"بأن البربر استمدوا العناصر الزخرفيـة للمصنوعات الفخارية والجلدية والفضية من الوشم نفسـه، ولاتزال قبائل البربر تستخدم بعض الكتابـات والرموز الزخرفية في تزيين بيوتهـا القديمة، ولهذا نـرى أن المرأة البربرية لاتزال تحمـل في بعض المناطق الظاهرة من جسدها وشما يمثل أحد حروف تيفينــــاغ. وظاهرة الوشم انتشرت في شمال إفريقيا إبان الديانة المسيحيـة، أي قبل دخول الإسلام نظرا للتأثير المباشـر الذي كانت تمارسه الإمبراطوريـة الرومانية آنذاك."(6) ويكتسي الوشـم في ظاهره وباطنه دلالات عديدة وعميقـة، فهو يأخذ من جسم الإنسان فضـاء للتدوين والكتابة ولوحة للرسم والخـط (7)، تقول الشاعرة في هذا الإيـزري : "أسيـذي عزيزي إينـو، رجـاي أذكنفيـغ ثيريـت إنـو ثهريـش، ثيكاز إذين أوريـغ" إن الشاعرة هنـا مقبلـة على الزواج، ترجو وتلتمس من أسرة عمهـا حيث يوجد العريس أن ينتظـروا ويتريثـوا قليلا حتى تبـرأ من الجراح التي خلفهـا وخز الوشـم في عنقها، وهنا يأخذ البيت الشعري بعـدا يبرز فيه الجسد فضاء للكتابة والإبداع وجعله لوحة تنطق بالجمـال والحسن الذي تزينه الرموز الملونـة والمختلفة الأشكال والدلالات على جسـد مقبل على الزواج. ومن المعروف في منطقة الريف خاصة والمغرب عامـة أن الوشم من أدوات الزينـة الضرورية لأية فتاة ناضجة، وهكذا نجد أن (جورج كرانفال) يقول: "الوشم في هذه البلاد عند النسـاء إعلان عن مرحلة النضج والإستعداد لاستقبـال الرجل والإناطة بوظيفة الزواج."(Cool بحيث يصبح الوشم بالنسبة للمرأة الأمازيغية .. بوابة عبـور لسـن الرشد ومعه بـوادر الزواج وهو في هذه الحالة يكتسي بعـدا ... / ... تودّ من خلاله المرأة الشابة إبراز مفاتنهـا،وإعلان أنوثتها، فيصبح الوشـم خطابا يستهدف الآخر، يقول الشاعر في هذا الإيـزري: "(مامـا) آثـن يكين ثيكـاز سادو وابـر ثكيثـنـت إيوحبيـب آرياز أتيقـــار" ويبدو أن هذه الفتاة (مامـا) وشمت مكـان جد جذاب من وجهها، وهو موضع تحت الأهـداب لتضفي على عينيها مسحـة من الجمال لجذب الطرف الآخر الذي هو الرجـــل. إلى جانب ما يكتسيـه الوشم من دلالات جمالية تعتمد النظر والبصر، يأخذ الوشـم أبعادا أخرى، وقد اختلف في تحديد أبعـاد ذلك، فهناك من يعطي للمسألة بعـدا نفسيا تحديـدا لدى المرأة، حيث يفسر ذلك بالرغبة في إطفاء الغريزة المتوقدة فيهـا، فيتم تعذيب الجسد عن طريق الوخز وما يرافـق ذلك من ألم روحي ونفسي قد يترتب عنه النفـور والإستكشاف من نداء الغريزة … هذا وإلى جانب الدلالات الجمالية التي تحدث عنها الرسام الدانماركي (هاين فيرنكل) قائلا: "أحيانا كثيرة يرددن صيحات غنائية لايضاهيه من الحدة والجمال سوى مرآى تلك الأشكال المرسومة بعنايـة فائقة على خدودهـن أو ذقونهن أو جباههـن وأحيانا أعناقهن وأيديهن، نساء تتوحد فيهن أسطورية الرموز والرسومات المفعمة خضرة وزرقـة مع أسطورية الوجوه ومكامن جمال يصـر على تحدي قساوة الطبيعة وصعوبة ظروف العيش ومشاق التحملات اليومية… جمال تتوحد فيه الحقيقة بالخيال… الطبيعـة بالإنسان … والألوان بالملامح… الصور بالأصوات… الغناء بالرسم على الجسـد…(9) اضافة إلى العنصر التزييني يشكل الوشم جسرا للربط بين ما هو روحي ومادي في الجسد ذاته، فالوشم في الريف بشكل أفقي مقسما الجسم إلى جزءين شق روحي يضم القلب وآخر مادي يمثل الحياة فيتم الربط بينهما بواسطة رموز وأشكال اعتادت النساء الأمازيغيات توظيفه في إبراز المكونات الجمالية الإبداعية والفنية في الوسائل والأشياء المستعملة لديهن في حياتهن اليومية العادية من زرابـي وأوانـي خزفية وخشبيـــة وطلاء الجدران والنقش على الفضة والخشب … مستفيدين من إرثهم الحضاري العريق المتمثل في حروف تيفيناغ ذات الأشكال المتعددة والملامح الجمالية الأخاذة . "والوشم في منطقة الريف كان يتم بممارسة اللون الأخضر للتعبير عن السلام والسعادة والأمن، وتقوم بعض القبائل بوشم جباهها وخدودها، وقد كانت تنقش النساء خطا على جبين كل مولود (بوتقمومت). ومن هنا يبقى الوشم في الغالب علامة من علامـات التعبير عن الذات، وكثيرا ما يأتي استجابة لطلب الرجل الذي يرى فيه إقرارا بامتلاكـه التام لزوجته، فجسم المرأة ليس ملكا لها، بل لزوجها، فله الحق في وضع خاتم ملكيتـه عليه، كما هو الشأن في النقطة الحمراء التي يضعها نساء الهنود على جباههـن."(10)______________________________ |
وراء رجل عظيم...زينب النفزاوية
زينب بنت اسحاق النفزاوية الهوارية من قبيلة نفزاوة الامازيغية كان والدها تاجرا من تجار القيروان وقد قال عنها ابن خلدون انها كانت من احدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة وقد تميزت بالدور الدي قامت به في ارساء دولة المرابطين وعلى شرفها شيد يوسف بن تاشفين مراكش الحمراء كانت السيدة زينب حكيمة عاقلة حليمة ربة الديار الملكية المرابطية وكانت بارعة الجمال والحسن وحازمة لبيبة دات عقل رصين وراي متين ومعرفة بادارة الامور وقد روى المؤرخون انه لما ارتحل المؤسس الاول للدولة المرابطية عبد الله بن ياسين الى بلاد المصامدة وفتح جبل درن وبلاد رودة ومدينة شيشاوة تم فتح مدينة نفيس وسائر البلاد الجاورة ووفدت عليه قبائل رجراجة وحاحة فبايعوه تم ارتحل بعد دلك الى مدينة اغمات وبها اميرها لقوط بن يوسف بن علي المغراوي فنزل عليها وحاصرها حصارا شديدا ولما ظهر لامير اغمات انه لا طاقة له بهدا الحصار سلمها وفر عنها ليلا هو وجميع حشمه الى تادلا وهناك استجار ببني يفرن ملوك سلا وتادلا. دخل المرابطون مدينة اغمات سنة449هج/ فقام بها عبد الله بن ياسين نحو الشهرين ريتما استراح الجند تم خرج الى تادلا ففتحها وظفر بالامير لقوط المغراوي فقتله وقد كان للقوط امراة اسمها زينب بنت اسحاق النفزاوية وكانت متزوجة من شيخ اوريكة يوسف بن علي بن عبد الرحمان بن وطاس تم صارت الى لقوط المغراوي تم تزوجهابعد دلك ابوبكر بن عمر اللمتوني وهو الدي اوصاها وقد عزم على خوض معارك الصحراء بالزواج من ابن عمه قال لها ْيا زينب اني داهب الى الصحراء وانت امراة جميلة بضة لا طاقة لك على حرارتها واني مطلقك فادا انقضت عدتك فانكحي ابن عمي يوسف بن تاشفين فهو خليفتي على المغرب...~ وبالفعل لما بسط يوسف بن تاشفين يده على بلاد المغرب ودخل مدينة اغمات واستقر بها تزوج زينب بنت اسحق النفزاوي فكانت عنوان سعده والقائمة بملكه والمدبرة لامره و الفاتحة عليه بحسن سياستها لاكتر بلاد المغرب ومما يستطاب من حديتها ما حكاه ابن الاتير في كامله حيت تكلم علي يوسف بن تاشفين هدا فقال كان حسن السيرة خيرا عادلا يميل الى اهل العلم والدين باكرامهم ويحكمهم في بلاده ويصدر عن رايهم وكان يحب العفو والصفح عن الدنوب العظام.ومن دلك ان ثلاثة نفرا اجتمعوا فتمنى احدهم الف دينار يتجر بها وتمنى الاخر عملا يعمل فيه لامير المسلمين وتمنى الاخر زوجته وكانت من احسن النساء ولها الحكم في بلاده فبلغه الخبر فاحضرهم واعطى متمني المال الف دينار واستعمل الاخر وقال للدي تمنى زوجته ياجاهل ما حملك على هدا الدي لا تصل اليه ثم ارسله الى زوجته فتركته في خيمة تلاتة ايام تم امرت بان يحمل اليه في كل يوم طعام واحد تم احضرته وقالت ما اكلت في هده تلاتة ايام قال طعاما واحدا فقالت له كل النساء شيء واحد...وامرت له بمال وكسوة وسرحته الى حال سبيله...* توفيت السيدة زينب النفزاوية سنة 464 هج/ عن بيان اليوم تاريخ مجيد للمرأة الأمازيغية والقادم منه أمجدج
نساء امازيغيات دخلن التاريخ ابوابه الواسعة ان الواقع المتدني الذي تعيشه المرأة الامازيغية اليوم هو الذي عاد بنا إلى الوراء بحثا عن الصورة المشرقة لها في كتب التاريخ وأحاديث الأولين. فقد كانت المرأة الامازيغية موضوع احترام وسط قومها ينظر إليها الرجل نظرة إجلال وتقدير وكانت تحمل مشعل القرارات الأسرية وتتقلد مناصب الزعامة فتسير أمور الشعب كقائدة حربية وملكة ويشهد لها التاريخ بالجدارة في تحمل المسؤوليات الكبرى هاته. ومن الأدلة اللغوية التي تفيد أن المرأة الامازيغية حضيت بمكانة عالية داخل المجتمع الامازيغي منذ فجر التاريخ فكلمة تمغارت Tamghart تعني الزعيمة سيدة القوم ومذكرها أمغار Amghar الذي يعني الزعيم سيد القوم, كما حضيت بنفس المكانة المتميزة داخل أسرتها بتحملها لنسب العائلة او مايسمى بالأسرة الاميسية, و مايزال الامازيغ إلى اليوم ينسبون رابطة الإخوة للمرأة حيث تأخذ كلمة (كوما / وولتما ) Guma / Ultma أي الأخ والأخت و (ايت ما / است ما ) Aytma / Istma أي الإخوة والأخوات معانيها الاشتقاقية من الأم (يما ) Imma. كما أن المرأة الامازيغية حاضرة وبثقل كبير داخل الأسرة والمجتمع فهي المشرفة على شؤون الأسرة تقوم بالتربية وتكوين النشء والذي ارتبطت به لغويا فكلمة (تامطوطت) Tamtut تعني المرضعة وهي مشتقة من المصدر (ووضوض) Udud أي الرضاعة والفعل (صوضوض) Sudud و (تاضا) Tadda الاخوة بالرضاعة. وبتنشئتها للصغار تساهم المراة الامازيغية في الحفاض على اللغة والهوية الامازيغيتين حيث تزرع فيهم الحس بهويتهم وتنمي خيالهم باساطيرها واشعارها فتربطهم بأصول وأمجاد أجدادهم الامازيغ كما تجعلهم مندمجين داخل المجتمع كما تهيئ الفتيات ليتاقلمن مع متاعب الحياة وليستعدن لتحمل المسؤولية ليخلفنها مستقبلا في هذه المسؤوليات, كما ان للمراة الامازيغية تجربة غنية وعظيمة في تولي الزعامات السياسية والدينية. كما تولت الزعامة الصوفية في العصور الاسلامية ك "للا تعزة تاسملالت "Lalla TasmlaltTàazza فتقلدت زمام السلطة حيث ذكرت المصادر اسماء امازيغيات كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : * Tagllit Tihiyya : 018 :: وهي الملكة تهيا بمنطقة الاوراس سابقا, قاومت الرومان فهزمتهم في اكثر من موقع وانتصرت على الجيوش العربية بزعامة حسان بن نعمان ووحدت الامازيغ وحكمتهم لمدة 10 سنوات . * Zinab Tanfzawt: 018 :: الأميرة زينب النفزاوية من قبيلة مصمودة Imsmudn ارملة امير اغمات وزوجة الزعيم المرابطي الشهيريوسف بن تاشفين Yusf Utacfin والتي عرفت بتاثيرها الكبير في سياسة الدولة المرابطية . * Tagllit Tin Hinan: 018: الملكة الطوارقية تينهنان: كانت ملكة عظيمة ببلاد الطوارق Ait Targa . الذين مايزالون يحافضون على القيمة الاميسية للمجتمع الطوارقي. الزعيمة Cimissi شيميسي: 018 :: كانت زعيمة على امازيغ دجور حوالي منتصف القرن الرابع عشر الميلادي وتنتمي الى قبيلة ايت ءيراتن بدجور دجورا. وتحدثت المصادر التاريخية عن العلاقة المتبادلة بينها وبين دولة بني مرين حيث اعادت الى السلطان المريني احد الفارين حوالي سنة 1339 ميلادية . * Ittu يطو: 018: :. زوجة الشيخ رحو بن شحوط التي ساهمت باستغاثتها حين اسرت من طرف البرتغاليين ان يتمكن زوجها بفك اسرها والغارة على البرتغال وقتل زعيمهم وطردهم بدكالة كماتشير المصادر وخاصة مارمول كاربخال ودييكو دي طوريش الى شجاعة المراة الامازيغية وعدم خوفها من الحيوانات المفترسة كالاسود والفهود بغابات كريكرة حيث تطاردها بالعصي كمطاردتها للكلاب . * Tawgrat Ult Issa: 018: الشاعرة تاوكرات اولت عيسى: من قبيلة ايت سخمان بالاطلس المتوسط عاشت في النصف الاول من القرن العشرين, شاعرة ومقاومة كبيرة ابانت عن شجاعتها في مواجهة الغزاة الفرنسيين ونظمت ملاحم شعرية طويلة تستنهض من خلالها المقاومين ضد الغزاة . *: 018: Fatma N SUMR فاطمة نسومر: شاعرة ومقاومة بالقبائل ضد الاحتلال الفرنسي . * Fatima Tabaamrant الرايسةفاطمة تاباعمرانت: المغنية والشاعرةالمغربية الذائعة الصيت في دفاعها عن الهوية والثقافة الامازيغية وهناك الكثير من الاسماء الكثيرة لقائدات وكاتبات وشاعرات لايسع المجال لذكرهن .. لكن لم يبق من هذا التقدير والمساواة بين الرجل والمرأة الا صور باهثة ومتفرقة: اذ لاتزال المراة بالاطلس تقف شامخة الى جانب اخيها الرجل وكتفاها تحادي كتفه في رقصات أحيدوس واحواش تتبادل معه الترانيم بالتناوب (يزلان / تانظامت) Tanddamt / Izlan. وبسوس فهي تشاركه نصف ثروته بعد طلاقها او موته تطبيقا لعرف امازيغي يدعى (تمازالت) Tamazzlt. وانطلاقا مما ذكر فللمرأة الامازيغية المعاصرة مايكفي من الادلة والعبر لتفتخر وتعتز بانها كانت تعتلي قمة التقدير والاحترام .. ومن هدا المنبر احيي كل امراه امازيغيه نقشت اسمها على ارض العطاء بلا حدود المقاومة النسائية من خلال الشعر الامازيغيلا شك أن الباحث في الموروث الثقافي للمرأة الأمازيغية ، يصطدم بقلة المعلومات والإشارات التاريخية في المصادر والوثائق ، لكن ماهو متوفر كفيل باستحضار جوانب من الحياة النضالية للمرأة الأمازيغية، وما واكبها من كلمة موزونة وشعر حماسي . فماهو شعر المقاومة؟ وكيف ساهمت المرأة الأمازيغية في المقاومة والنضال، وفي بلورة الشعر المرتبط بهما ؟ إن شعر المقاومة عبارة عن أناشيد وترانيم نابعة من إحساس بالحرية واعتزاز بالنفس والرفض للعبودية والذل، وصادرة من حناجر شاعرات وشعراء نشأوا في بيئة أمازيغية ألفت الحرية وكرهت العبودية والاستغلال، وتكن العداء لكل غاز أجنبي ظالم منذ القدم، إذ احتفظت الذاكرة الأمازيغية على تصرفات الغزاة السيئة المتصفة بالقهر والقساوة، بدءا بالرومان والوندال فالبزنطيين وانتهاء بالبرتغال والاسبان ثم الفرنسيين . وقد لاحظ ابن خلدون، أن الشعر الأمازيغي كان الوسيلة المثلى لا يقاض الهمم والدعوة للاستشهاد والتضحية في كثير من الحروب." حيث يتقدم الشاعر عندهم أمام الصفوف ويتغنى فيحرك بغنائه الجبال الرواسي ويبعث على الحماسة "(1) فهذه القصائد الشعرية والملاحم البطولية التي قيلت وتداولتها الشفاه أجيالا بعد أخرى جمع البعض منها ودرس ونشر منذ الفترة الاستعمارية حيث ظهرت دراسات وأبحاث كثيرة تتضمن قصائد وأبيات عن شعر المقاومة وسأذكر منها على سبيل المثال : - LAOUST EMILE,Chants berbères contre l occupations Française, Mémorial Henri Basset, T2 ,Paris 1928. ثم كتابات المغاربة بعد الاستقلال مثل : ـ محمد شفيق ، من تراثنا المجهول ، قصائد أمازيغية في الحماس الوطني ، مجلة أفاق عدد 5 سنة 1967 . ـ محمد شفيق، الشعر الأمازيغي والمقاومة المسلحة في الأطلس المتوسط وشرقي الأطلس الكبير، مجلة الأكاديمية العدد 4 سنة 1987 . ـ عمر أمرير : الشعر المغربي الأمازيغي ، الدار البيضاء ( ط1) 1975 . ـ للا صفية العمراني ، دور المرأة الأمازيغية في المقاومة ضد الاستعمار من خلال النصوص الشعرية، أعمال الدورة السادسة لجمعية الجامعة الصيفية بأكادير تحث شعار " تاريخ الأمازيغ " أيام 21-22-23- يوليز 2000 بأكادير . ـ محمد مستاوي ، الإطالة على المرأة في بداية سوس من خلال شعرها وشعر الآخرين عليها ، أعمال الدورة الثالثة لجمعية الجامعة الصيفية بأكادير، التي نظمت تحث عنوان " الثقافة الشعبية " بين المحلي والوطني من 1 إلى 6 غشت 1988 ـ ص-187. ثم العديد من أعمال الندوات وكذا المقالات في الجرائد والمجلات حول الشعر الأمازيغي والمقاومة (2). وسأركز في مداخلتي على عنصرين مهمين : ـ أولا: نماذج من بطولات المرأة الأمازيغية عبر التاريخ . ـ ثانيا: نماذج من النصوص الشعرية الشفهية للمرأة الأمازيغية والمقاومة بالأطلس الصغير 1 ـ نماذج من بطولات المرأة الأمازيغية عبر التاريخ : تؤكد الدراسات الأنتروبولوجيا الحالية، المكانة التي تبوأتها المرأة الأمازيغية في مجتمعها على مر العصور، إذ كانت تتمتع بحرية واسعة، وتحضى بمكانة مشرفة تليق بها، ومما يؤكد ذلك أن الأسرة الأمازيغية، هي أسرة أموسية La famille matriarcale فكلمة تمغارت أي المرأة تعني الزعيمة أو سيدة القوم ومذكرها أمغار الذي يعني الزعيم أو سيد القوم . ومن الأوصاف التي اشتهرت بها المرأة الأمازيغية: الشجاعة والإقدام والتضحية والدفاع باستماتة عن النفس، والمشاركة في الحروب ومقاومة الغزاة . وسأسوق أمثلة ، احتفظت بها المصادر التاريخية ، للمرأة الأمازيغية المناضلة والمقاومة على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر : أ) النساء الأمازونات Les amazones بشمال أفريقيا ومعنى الكلمة باللغة الإغريقية النساء عديمات الأثداء . وقد أورد ديودور الصقيلي في العصر القديم أسطورة إغريقية تتحدث عن بسالة هؤلاء النساء اللائي حكمن مجتمعهن وتعاطين للأنشطة الحربية وممارسة السلطة وإدارة الشؤون العامة كما حاربن الشعوب المجاورة خاصة الكوركونات والأنطلنتس ثم غزون الشرق وآسيا الصغرى حيث هزمن أمام شعب تراس الذي أجبرهن للعودة إلى وطنهن شمال إفريقيا (3). ب)" تاكليت دهيا" الملكة الأمازيغية بجبال الأوراس، والملقبة في المصادر العربية بـ " الكاهنة البربرية " وكانت معروفة بشدة بأسها وقوتها وقد قاومت الرومان ثم القائد العربي حسان بن النعمان فانتصرت عليه وبقيت تحكم وطنها مدة عشر سنوات ليهاجمها حسان بن النعمان مرة ثانية سنة 82 هـ وقضى عليها في موضع يعرف ببئر الكاهنة بجبال الأوراس . وقد أعجب الكتاب الغربيون ببطولاتها فكتبوا عنها روايات تخلد لشجاعتها وبسالتها . إذ أصدرت Magali Boisnard سنة 1925 رواية بعنوان : Le roman de La kahena d’après les anciens ----------------------------es ara--------------------- وأصدر Paul serge kakon سنة 1990 رواية بعنوان Kahena la magnifique وجعل بطلتها دهيا الملكة الأمازيغية الأوراسية . ج ) فانوبنت الوزير عمر بن ينتان المرابطي: عرفت هذه الفتاة البكر الأمازيغية الصنهاجية ببسالتها الفائقة، في الدفاع عن مدينة مراكش، أيام حصارها من طرف الموحدين ولم تستسلم حتى بعد احتلال مدينتها سنة 541 هـ، بل استمرت ، وكانت تقاوم في هيئة رجل ودافعت عن قصر الحجر ولم يدخله الموحدون حتى استشهدت (4) . د ) تمكونت بنت سير ألمرابطي: هذه المرأة الأمازيغية الصنهاجية التي وقعت في أسر الموحدين مع 1500 من النساء الصنهاجيات سنة 535 هـ، وتقدمتهن فطالبت بلقاء الخليفة عبد المومن الكومي فذكرته بأن والدها شفع في المهدي بن تومرت عند علي بن يوسف بمراكش فأطلق الخليفة سراحها لكنها رفضت ما لم يطلق سراح باقي الأسيرات ففعل، ووصلت إلى مراكش معززة مكرمة (5). هـ ) يطو زوجة أمغار رحو بن شحموط : كانت هذه السيدة الأمازيغية السبب في مقتل الضابط العسكري البرتغالي " نونو فرنا نديش " الذي اتصف بكثرة غاراته على دواوير قبيلة دكالة، وفي إحدى غاراته على دوار من أولاد عمران، تمكن من الظفر بغنائم كثيرة، والكثير من الأسرى، ومن بينهم زوجة شيخ الدوار " رحو" . ولما عاد الشيخ وجد المغيرين، فبادر إلى مطاردتهم بقواته ونصب لهم كمينا فتمكن من قتل قائد الحملة وفتك بأغلب القوات البرتغالية، فرجع الشيخ بزوجته والغنيمة كلها (6). و) عائشة بنت الأمير علي بن راشد الحسني ، والمعروفة بالسيدة الحرة: وقد تزوجت من القائد أبي الحسن ألمنظري حاكم تطوان وبعد وفاته تولت حكم هذه المدينة لمدة30 سنة ابتداء من سنة 1529 م ثم تزوجت ثانية بالسلطان أحمد الوطاسي زواجا سياسيا سنة 1541 م . وقد اعتنى بها المؤرخون كقائدة للجهاد في تلك الفترة العصيبة، ووصفوها بأنها كانت امرأة شديدة الاندفاع ، ميالة إلى الحروب. وممن ترجم لها : محمد بن داوود في كتابه تاريخ تطوان ج 1 ص 116 و صدر عنها بمجلة هيسبريس بحثا بعنوان : Saida Elhorra la noble Dame سنة 1956م . وأصدر عنها عبد القادر العافية كتابا بعنوان " أميرة الجبل الحرة بنت علي ابن راشد " تطوان سنة 1989م . ز) عدجو موح : هذه المرأة الأمازيغية العطاوية التي شاركت بفعالة في معركة بوكافر شرق الأطلس الصغير فقاومت جحافل الجيوش الفرنسية سنة 1934 م وقاتلت ببسالة حتى استشهدت(7). كما شارك العديد من نساء قبيلتها إلى جانبها في هذه المعركة ، وقد أكدت الإستغرافية الاستعمارية على بسالتهن، ووصف الضابط الفرنسي "كاترو "المرأة العطاوية " بأنها كانت تسلل بشجاعة خارقة لموارد المياه تحت نيران رشاشاتنا ، ويسقط أغلبهن لكن الباقيات تواصلن مهامهن البطولية... وتحسسن المقاتلين بالزغاريد المدوية ، كما يقمن بتوزيع الذخيرة والمؤونة ويأخذن مكان القتلى لتعويضهم ، وفي غياب الأسلحة يدحرجن على المهاجمين من قواتنا أحجارا ضخمة تنشر الموت حتى قعر الوادي (8) وهناك أسماء لمقاومات، " كعائشة عبد الله البعمرانية ويطو الزيانية وأخت البطل محمد الحراز التي يقال بأنها اغتالت ضابطا أسبانيا سنة 1927 م " (9). 2- نماذج من النصوص الشعرية الشفهية للمرأة الأمازيغية المقاومة بالأطلس الصغير الغربي: أنشدت المرأة الأمازيغية قصائد شعرية ، دعت فيها لمقاومة الغزاة الفرنسيين والأسبان ، وحثت المقاومين المغاربة على التصدي لهم بكل شجاعة وبسالة ، ومدحتهم ورثت من استشهد منهم ، وهجت الخونة والعملاء بكل الصفات الذميمة . والنصوص التي سنقدمها لشاعرات أمازيغيات بمنطقة الأطلس الصغير الغربي ، واللواتي شاركن في التصدي للاستعمارين الفرنسي والأسباني بالمنطقة . ففي سنة 1916 م جهز الفرنسيون حملة عسكرية يقودها حليفهم وعميلهم القائد حيدة بن مايس المنبهي ، قائد رأس الوادي ومن معه من القادة كالتيوتي والجراري ، وانطلقت الحملة من تزنيت نحو منطقة أيكالفن بأيت بعمران، على مشارف قبيلة الساحل . وانتصر المقاومون وقتل قائد الحملة حيدة بن مايس، وتغنت شاعرات أمازيغيات بهذا الحدث، إما واصفين الهزيمة أو مادحين المقاومين . فهاهي إحداهن تقول: (10) أيـــــان إزران لـمـا ركا إيكــــــالـفـن يا من رأى معركة إيكلفن أورءيعول أديك واديـف إيخسـان نـس لا تنتظر سلامة صحتك كان إيرومين زود إيغيدن فينسا ووشن أصبح النصارى كجديان افترسها الذئب إشـا تـيـفـيـي زلو زون إيـلـم إيـلـيحـت أكل اللحم ومزق الجلد وأتلفه وقالت أخرى طالبة من ابن حيدة أن يعود ليتفقد مكان المعركة ليرى رأس أبيه معلقا بحبل وجثة مقاتليه فرائسا للوحوش : ءيويس نحايدا ءوريد ءان تويـت ءايتـمـاك بن حيدة عد لتسترجع إخوتك اكايـو نبابـاك ءيــزيكـر ء اغ ء وكــان لان راس أبيك مازال معـلقا بحبل ءيشــا ووشـن ءيـشا ءوكا يـوار ءيـشـا واروش أكل منه الذئب والغراب و الذلذل ءيشـا بـومـحنــد لــي جو ءور ءيـشــين لمـايـيت أكل القنفذ الذي لم يأكل قط الجثة ءامـا تومزيـن الله ءور تـنـت ءيتــاوي مـــــاك أما الزرع فلن يكون غنيمتك ءولاتـيــــكــدار وودي ءولا تـيـســاتـيــــن وكذا قدور السمن والبقرات وخاطبت شاعرة أخرى القائد حماد ابن حيدا، وطلبت منه أن يجر أذيال الهزيمة، ويعود إلى موطنه صاغرا وإلا سيكون مصيره القتل كأبيه ، فقالت : إيويـس نحايـدا رار لجـام مانـوا تـيــويـت ابن حيدا ادر اللجام، ماذا اغتنمت ؟ غــايــلـيـن ءيــوي بـبـاك كـنـا واتـويـت ستغتنم ما اغتنمه أبوك ءاكا يونس ءيدا ءاد ءيبرم ءاماس ءيفران رأسه حمل ليطوف به بإفران يان ءيحضرن ءيتاوديـوينـس غ ءوزيـلا يا من حضرت خوفه فوق الجبل ءورء يعوول ءانيك ءيزيكر ءايروءا عيال فلن تنتظر إنجاب الصبيان وقد أثارت هزيمة حيدة غضب الفرنسيين وولدت لديهم رغبة في الانتقام، فبعتو بحملة عسكرية تحت قيادة دولاموط DELAMAUTE حاكم مراكش، هذا الجنرال الذي عزز صفوف قواته بفرق أخرى من الزايور والكوم وال**** الكبار عملاء فرنسا كالكلاوي والكندا في والمونتكي. وانطلقت الحلمة من تزنيت في شهر مارس 1917 م في اتجاه جبال الأطلس الصغير الغربي، موطن قبائل ايت باعمران وايت براييم ولخصاص ... حيث تمت المواجهة بين الطرفين في منطقة تيزي وكانت معركة ضارية أجبرت الفرنسيين على الانسحاب والتراجع إلى تزنيت تاركين ثلاثة مدافع وقد وصفت شاعرة من ايت براييم هذه المعركة بقولها : رصان لا نفا ض غ تيزي ءار سيريرن ءيسان تراصت المدافع في تيزي وتصهل الخيول ءاماس ند هم باها ءاغان ءيكات لكور وصلت طلقات المدافع حتى منازل اد همو بها ءارانو براييم ءيكوت ءارءيسوفو ءاوال أبناء أبراييم كثر يوفون بالعهد دلباروض من ءيغ توكا ءاركيغ تروح ءامان ويقاتلون من الصباح إلى المساء ووصفت شاعرة أخرى انسحاب الفرنسيين وتراجعهم، واعتبرته نصرا جديدا لصالح المقاومين فقالت : أتـيـن تـيـزي أبـابـا تـيـارا تـرس ءوكـان معركة تيزي يا أبي كتبت وحفظت غ لكـيغـض لجـديـد ورتـا ءيكـيـن ءافوس في ورق جديد لم تمسه الأيدي ءيـدو راد كيس ءورمــي بـرانــك أسـيعــــر تقهقر فيها النصارى بلا شجاعة زود ءا هروي ءيغ ءيدا س وامان الطيف مثل النعاج صيفا ذاهبة إلى الغدير . ووصفت شاعرة أخرى إحدى المعارك التي دارت بين المقاومين والفرنسيين، وعملاءهم والتي كاد المقاومون أن ينهزموا فيها، وصفتها بأسلوب بلاغي قيم يحتاج إلى الدراسة والتحليل حيث قالت : ءيا يحضرن ءيلمركا لي واس العربا راد ألان عامين * يا من حضر معركة يوم الأربعاء سيبكي عامين نسا ما حن ءاك ءيركازن ف ءايسان نسن سمح الرجال في خيولهم ءاسـيــف ءاديـويـن ءيـدامــن ن سرحــان فسال وادي بدم الخيول إيناغان زود ءيماداغن ءيغ ءيصاب لحال القتلى مثل أكوام المحصود عام الخير لعدا تكـا ءاجليـج ورتيـن ءيحـاشـا كويـان البندقية اصبحت عصا بلا قيمة الرزا تـكا الكماض يتمـوتولـن دتـيكيـويـن العمامة أصبحت أفعى بين نبات الدغموس ءيموكــاس كان ءيكـيـك مو ءيسلا كويان انين الجرحى كالرعد يسمعه الكل ءاتعنـكــريت د يـركـازن تومـز ءافــاتـــن الشجاعة والرجولة بأعلى الجبال استقرت ءيغيـتـــا غد وكـان ربـي سـايـت ءيفــوس تمت نجدتنا بأهل الجنوب رورن تـيــــرزي غـيـكـــاد مــا يـولـمـــن ردوا الهزيمة نصرا وانتصارا وشجعت إحدى الشاعرات المقاومين وطلبت منهم الصمود وذكرتهم بأهداف الاستعمار المتمثلة في استنزاف خيرات البلاد واستغلالها فقالت : ءيـرا ءورومـي ءاداس نـكـا تـفـريــط أراد المستعمر أن نؤدي الضرائب ءولا تيكلاي دوودي ءولا تيفولوسيـن ونمنحه البيض والسمن والدجاج ءوالله ءورنكا ءيباباس ءامر تاقاموت قسما بالله لن نمنحه إلا رصاص بنادقنا ووصفت لنا شاعرة من الأطلس الصغير بسالة وشجاعة أحد المحاربين الأمازيغ بأسلوب بلاغي، وخيال شعري حتى جعلته منه بطلا أسطوريا إذ قالت : ءاحجايتاك اوما جايتك مليي مانيك *****أسألك وضح لي كيف ءيدرك ءوركاز ءاياد ءيمراو ءيغرس********* استطاع الرجل إسقاط عشرة أعداء ءيكوز ءيسكدو ءيسموس لهينت******* وذبح أربعة وجرح خمسة ءار ءيطاي مراو********* ومطاردة عشرة وقبيل احتلال المنطقة سنة 1934م وقع هناك تحالف بين الاستعماريين الفرنسي والأسباني للقضاء على المقاومين . فجهز الفرنسيون جيشا آخر بقيادة الجنرال "كاترو" وهجمت هجوما عاما على الأطلس الصغير الغربي، وفي نفس الوقت قام الأسبان باحتلال مدينة افني وضواحيها لأن معاهدة 1859م قد منحت هذا الإقليم لأسبانيا ووقعت معاهدة لخصاص سنة 1934م ليحدد فيها المستعمرين حدود كل منهما بالمنطقة . وقد وصفت شاعرة الحدث بقولها : ألون ايندرغ الغرب ايف أشطاح أي سوس أنيخ اينضالابن دايت لحنا موسان أهان إيفني تلا كيس يات موشاكوك أهان إيسلي أكاديرن ايغيرا آغ لان آران مدن اد ترزافن ايغ ايلا نيكاح المعنى الرمزي : لقد احكم جيش الاحتلال سيطرته على مناطق شمال المغرب ، فامتدت عواقب هذه السيطرة إلى مناطق الجنوب،حيث تستعد كل الأطراف للحرب فالمسؤول الفرنسي في مدينة أكادير قد أرسل الجواسيس لينسقوا مع نظيره الأسباني في مدينة سيدي إفني ليتعاونا معا على احتلال الجنوب الذي يستعد سكانه لبدء معارك التحرير .(11) وبعد احتلال المنطقة وإخضاع القبائل المقاومة وجعلها تحت تسيير الحكام العسكريين خوفا من أي تمرد تغنت شاعرة من قبيلة لخصاص رافضة تسلط ضابط مكتب الشؤون الأهلية ببويزكارن، أوجين ميكل المعروف ببولحيا فقالت : كان لخصاص ءيركازن ءايلي غرمين ءيتهلتن ءورومي كين كولو تيفرخين خاتمة :ترسخت صورة المحتل الغازي في الذاكرة الأمازيغية وكذا وجوب مقاومته بكل الوسائل المادية والمعنوية، مما دفع بالعديد من الشعراء والشاعرات إلى التعبير عن أحاسيسهم الرافضة للاستغلال والداعية إلى النضال والمقاومة ودعت المرأة الشاعرة إلى الاستمرار في قرض الشعر لتوقظ به همم الراضخين للاحتلال وتشجعهم على مواصلة الكفاح والنضال حتى نال الوطن استقلاله . الهوامش: 1. ابن خلدون عبد الرحمان ، المقدمة،ص 258. 2. ندوة المقاومة المسلحة المغربية 1900- 1934 مطبعة المعارف الجديدة الرباط 1993 / ندوة المقاومة المسلحة والحركة الوطنية ( 1912 – 1956 ) شعبة التاريخ جامعة القاضي عياض مراكش والمنظمة في قلعة السراغنة يومي 27 – 28 يناير 2000 - / مجلة المقاومة وجيش التحرير الصادرة عن المندوبية السامية والمجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير / محمد ارجدال – الشعر الأمازيغي الشفهي والمقاومة بالأطلس الصغير الغربي جريدة تاسفوت عدد 33 فبراير 2001 / محمد ارجدال ، الشعر الأمازيغي ونقد سياسة الاستعمار الفرنسي ( الأطلس الصغير الغربي نموذجا ) جريدة تويزا عدد 55 نونبر 2001 . 3- احمد سراج ، المرأة في الاسطورة القديمة ، مجلة أمل عدد 13/ 14 سنة 1998. 4 - ابن عذاري المراكشي البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب ، تحقيق ومراجعة ،ج. س كولان وليفي بروفنصال ، ط. دار الثقافة ، بيروت بدون تاريخ ج . 4 ص 28 – 29 . 5- البيدق ابو بكر الصنهاجي ، أخبار المهدي بن تومرت وبداية دولة الموحدين ، دار المصور للطباعة والوراقة ، الرباط ، ص. 47. 6- مارمول كاربخال ، إفريقيا ، ج 2 ترجمة محمد حجي ومحمد زنيبر وآخرون مطابع المعارف الجديدة الرباط 1984 ص 80- 82 / ديغودي طوريش، تاريخ الشرفاء ص 45 – 68 . 7- للاصفية العمراني ، دور المرأة الأمازيغية في المقاومة ضد الاستعمار من خلال النصوص الشعرية . الندوة الدولية حول تاريخ الأمازيغ أكادير 21 – 22 – 23 يوليوز 2000 ص : 153 8-CATROUX, Achèvement de la pacification du Maroc Paris 1934 -9محمد زاد ، المرأة المغربية في حركة المقاومة المسلحة.. مجلة أمل عدد 13 / 14ص 193 . 10- النصوص الشعرية الواردة في المداخلة عبارة عن روايات شفوية لكل من جمعة أعيضون مسنة والمرحوم الحسن أشنيض الأزيسريري جمعت صيف سنة 1991 . 11- عمر أمرير ، رموز الشعر الأمازيغي وتأثرها بالإسلام ط 1 الرباط 2003 ص 72 . |
اعلام النساء في سوس
يزخر الجنوب المغربي من جبال الاطلس الكبير والصغير المحيطة بمنطقة سوس الى الصحراء وضفاف وادي درعة الى واحات تافيلالت, باعلام النساء الفاضلات اللائي طواهن النسيان, عبر التاريخ, فمنهن الاميرات والفقيهات والمدرسات, والعالمات والواعضات و المرشدات, والحافظات والمقرئات, والروحانيات والمتصوفات والزاهدات والاديبات والشاعرات والناظمات للمحفوظات بالامازيغية وبالعربية, ومنهن مؤسسات للمدارس العلمية ومشيدات للمعاهد الدينية مند قرون, ومنهن من نالت المقامات السامية لدى الناس ... فنلن اكرامهن باقامة الحفلات الدينية و المواسم و ملتقيات العبادة والذكر في مقاماتهن. بل هناك من المدارس العلمية العتيقة من حملت اسماء نساء عالمات صالحات شهيرات , كمدرسة لالة تاعلات ومدرسة موزايت ومدرسة لالة تعزى, وقد اهتم بعض الباحتين بالبحت في مناقبهن واكتشاف شخصياتهن التاريخية ووضع تراجم لهن واخبارهن كالعلامة محمد المختار السوسي في مؤلفاته العديدة, والعلامة الحضيكي وغيرهم من الاساتدة المعلصرين ايضا من الدين بدلوا مجهودات جبارة للتوسع في البحت والتنقيب عن شخصياتهن التاريخية وفيما يلي لائحة باسماء اعلام النساء بالجنوب المغربي كما وردت في مختلف المؤلفات المدكورة والشهيرة. مع اضافة ما استطعنا اكتشافه اخيرا. مع العلم ان هذه اللائحة غير محصورة العدد, فهناك العديد منهن في قبائل سوس وحوز مراكش والصحراء ومناطق وادي درعة الى تافيلالت, واللائي لم يشملهن البحت ولم يكتشفهن التقصي في مجاهل الصحاري وقمم الجبال وشعاب الهضاب ومروج السهول بالقطر السوسي الكبير, وستبدي لنا الايام القادمة ما نجهل عنهن وستاتي الاخبار بما لا نعلم من هن, ولن يتاتى لنا ذلك الا بتظافر جهود الباحتين والباحتات لتحقيق ذلك, وما هدا البحت المتواضع الا بدرة تقافية تنتظر من ينميها ويغنيها زينب بنت اسحاق النفزاوي اميرة حكيمة عاقلة حليمة. ربة الديار الملكية المرابطية 'زوج يوسف بن تاشفين المتوفاة Ó نة 464 هج السيدة الحرة الصالحة مسعودة الاميرة العالمة الصالحة ربة الديار الملكية السعدية وولدة السلطان احمد المنصور الدهبي السعدي, اشتهرت بعلمهاومجالسها العلمية مع الفقهاء ومناظراتها معهم, ولازال مكان تعبدها ماتلا للعيان في روضة قبور الاشراف السعديين بمدينة مراكش, وقد اشتهرت ايضا بكرمها وجودها فكانت محبوبة النساء المغربيات ومن اشهر اتارها بمراكش بستان المنارة الدي كان يحمل في عهدها اسمها, فكان يدعى بجنان الصالحة, وبعد وفاتها سماه المنصور ببستان المسرة, وبعده سمي باسم بستان المنارة 'وقد كانت النساء تتغنى بهدا البستان لجمال وتخليدا لدكرى هده الاميرة الفاضلة في ابيات شعرية متواترة عبر التاريخ وهي "اجرادة مالحة ... فين كنت سارحة ... في جنان صالحة. السيدة ام الملوك المغافرية زوجة المولى الشريف العلوي, ووالدة السلطان المولى اسماعيل العلوي, اهداها له الامير السملالي ابو حسون بودميعة عندما كان معتقلا لديه في سوس الى ان افتداه ابنه السلطان المولى محمد الاول العلوي السيدة خناتة بنت بكار المغافري ام الملوك العلويين هي خناتة بنت الشيخ بكار بن عبد الله المغافري, زوجة السلطان مولاي اسماعيل ووالدة ابنه السلطان المولىعبد الله وجدة السلطان سيدي محمد بن عبد الله كانت على جانب كبير من الخيارة والتدين و المعرفة لها اعتناء بالحديت ورجاله وجد خطها بهوامش المجلدين 3 و 4 المخطوطين من كتاب الاصابة لابن حجر المحفوظ بالخزانة الملكية بالرباط كانت تقة عند زوجها السلطان المولى اسماعيل بحيت كان يعهد اليها بتحرير الرسائل التي يخفي اسرارها عن كتابه وكان اهل الفضل والحياء الدين يانفون من التزاحم على ابواب الملوك يهرعزن اليها للتشفع لهم في الملمات و قضاء المهمات فكانوا يجدون عندها من الاستعداد ما يطلق السنتهم بشكرها والدعاء لها. دهبت الى الحج سنة 1143 وصحبت معها حفيدها السلطان سيدي محمد بن عبد الله وهو اد داك دون البلوغ توفيت في 6 جماد الاولى سنة 1155 هج / ودفنت بروضة الاشراف بالمدينة البيضاء فاس الجديد قال المؤرخ عن ظهورهادخلت سنة 1089 هج / وفيها غزا السلطان المولى اسماعيل صحراء سوس فبلغ اقا و طاطا وتيشيت وشنكيط تخوم السودان فقدمت عليه وفود العرب هنالك من اهل الساحل والقبلة ومن دليم وبربوش والمغافرة وودي ومطاع وجرار وغيرهم من قبائل معقل وادو طاعتهم وكان في دلك الوفد الشيخ بكار المغافري والد الحرة خناتة ام السلطان المولى عبد الله فاهدى الشيخ المدكور الى السلطان ابنته خناتة المدكورة وكانت دات جمال وفقه وادب فتزوجها السلطان رحمه الله وبنا بها وولدت له المولى عبد الله بن اسماعيل. واهل قبيلة الغافرة من جزولة ويسكنون في جهة الجنوب من صحراء بلاد القبلة الشرقية مما يلي من التخوم السوسية نحو الصحراء وهم من بلاد فائجة تامانارت ومعناها الحد الفاصل بين بلاد الصحراء وبلاد التل واليها ينتمي عبد الله بن ياسين, Ç لسيدة ام الزهراء التيغانمية الولية الصالحة بنت محمد بن عبد سيدي الرحمان A partir تيغانيمين باورير الواقع قرب مدينة اكادير السيدة تكاترت المراة الصالحة التي حملت اسمها المدرسة التي تاسست على مشهدها في وادي قبيلة اداكواكمار. وهي اخت السيدة تاكدا بنت سعيد عاشت بين 1242-1340 هج / وهي جدة العلامة المختار السوسي السيدة تعزىالاغرابوئية صالحة A partir قبيلة اداوباعقيل, توفيت سنة 1388 هج السيدة تعزى بنت سليمان الكرامية - من الصالحات وهي والدة مؤلف كتاب \ بشائر الزائرين / العلامة داود الكرامي, توفيت سنة 1155 ودفنت بتادارت السيدة تعزى بنت عبد العزيز صالحة من افلا او كنس, قرينة سيدي صالح البيجوتي من ايت بيجو, توفيت سنة 1288 وكانت معاصرة للشيخ سيدي محمد بن ابراهيم اعجلي المتوفى سنة 1271 å السيدة حبيبة بنت محمد بن الغربي الادوزي صالحة فقيهة القرينة التانية للعلامة الرفاكي, توفيت سنة 1355 هج السيدة حواء بنت احمد بن محمد الحضيكي صالحة عابدة قانتة ذاكرة من ال البيت الحضيكي 'وتسمى بالامازيغية باسم حوكا, توفيت في وباء الطاعون سنة 1161 ه السيدة حواء بنت سيدي يحيى الرسموكي الولية الصالحة وزوجة سيدي ابراهيم بن يعقوب, وتسمى بالامازيغية باسم حوكا او حكة, لها مشهد في تماشت يقام عليه موسم نسائي توفيت سنة 1155 ه Ç لسيدة خديجة التمكدشتية كريمة الشيخ سيدي حسن التمكدشتي صالحة محبوبة لدى الناس وقرينة الحاج ابراهيم السويري السيدة خديجة بنت ابراهيم الافرانية صالحة واخت الشيخ سيدي الطاهر عن تزنيت بريس يوم 21/11/2011 بتصرف إلى روح نساء قدمن روحهن من اجل حرية الشعب الأمازيغيÅ تعتبر المرأة الأمازيغية ركيزة A partir ركائز قيم المجتمع الأمازيغي في شمال إفريقيا, حيث من المعروف تاريخيا ان المجتمع الأمازيغي مجتمع أميسي عكس مجتمعات و حضارات العالم القديم التي كانت فيه المرأة إما جارية أو عبدة أو في أسفل المراتب الدنيوية, و هذا راجع إلى بطريركية المجتمعات القديمة, أما في المجتمع الأمازيغي فنجد العكس تماما, إذ انها تبوأت أعلى المناصب السياسية كما سنوضح لاحقا, إذا ما موقع المرأة الأمازيغية عبر الزمن? كما أسلفنا الذكر فإن المراة الأمازيغية كانت تتمتع بحريات واسعة و تحضى بمكانة لائقة بها و لعل أن إسمها في اللغة الأمازيغية "ثامغارث" تعني الزعيمة أما "أمغار" فالكلمة لا تطلق على الرجل بل على زعيم القبيلة أو العائلة أو حتى على الملك في حين أن اسم الرجل في اللغة الأمازيغية هو "أركاز" كما أنه تذكر لنا بعض الدراسات الانثربولوجية أن الإبن كان ينسب إلى أمه كإسم المهدي إبن تومرت ... كما عرفت المرأة الأمازيغية بالشجاعة و التضحية و غيرها من الصفات التي قلما نجدها حتى في الرجال, و هنا نذكر الملكة الامازيغية الشجاعة ديهيا التي قاومت الغزو العربي لشمال إفريقيا بكل ما أوتيت من دهاء و حنكة أذهلت الأعداء, فأمام عجزهم أمامها و عدم فهمهم للتركيبة السوسيولوجية للأمازيغيين لقبوها بالكاهنة ظنا منهم أنها سحرت شعبها, و العرب هم المعروفون عنهم بقمعهم للمرأة من خلال بيعها في أسواق النخاسة ووأدها و هي حية و جعلها جارية تشبع الغرائز الجنسية للعربان ... ففي الوقت الذي عاشت فيه المرأة في ظل مجتمعات احتقرتها و جعلتها دونية لا تساوي شيئا سوى دراهم معدودات كانت في شمال إفريقيا قائدة و ربة أسرة و ملكة و تشارك الرجل في بناء حضارة إستمرت لثلاثة و ثلاثين قرنا من الزمن و لازال إلى اليوم تلعب دورا أساسيا في حفظ الذاكرة و الثقافة الأمازيغية من الطمس و التعريب و الفرنسة ... أيضا في نفس الإطار يرجع الفضل للملكة ثين - هينان في إرساء أسس المجتمع الطوارقي في الصحراء الكبرى, حيث إلى حد الأن توجد ترسانة من الأعراف التي تحمي المرأة و تصون شرفها و ووجودها المادي و اللامادي, أما بعد الإسلام فيمكن الإستدلال بالكثير من النماذج كإبنة زعيم قبيلة أوربة الأمازيغية كنزا ثاورابيت التي تزوجت من إدريس الأول الهارب من بطش العباسيين, فبعد وفاته تحملت مسؤولية تسيير شؤون الدولة الإسلامية الأمازيغية الأولى في شمال إفريقيا إلى حين بلوغ ابنها إدريس و كذا الأميرة زينب ثانفزاويت, فانو بن يانتان, زينب إبنة يوسف بن عبد المومن الموحدي, للا عودة ... أما في العصر الحديث فنجد كلا من يطو زوجة موحى أوحمو أزاياي, عدجمو موح, للا تعزى تاسملالت, بلفوخ تافرياضت و لا يسعنا أن نذكر جميع الأمثلة عن تفوق المرأة الأمازيغية في أي مجال مجال و هذا ليس تجاهلا بطبيعة الحال بل لغزارة الأسماء و الأمثلة التي لا يمكن ذكرها جميعا ... أيضا داخل الحركة الأمازيغية برزت نساء ناضلن من أجل إسترداد الحقوق الثقافية و الهوياتية و السياسية لإيمازيغن كمايسا رشيدة المراقي, فاضمة الورياشي, مريم الدمناتي, أمينة ابن الشيخ, فرودجة الموساوي, أماني الوشاحي على مستوى ثامزغا ... كما لا ننسى ابنة المنطقة الشاعرة المتألقة نعيمة الفارسي. هذه الأسطر ماهي إلا إعتراف بسيط منا نحن بما قدمته المراة الامازيغية عبر التاريخ تزامنا مع عيدها السنوي و الذي يجب أن لا يكون فقط يوم الثامن من مارس بل كل أيام السنة, عيدكن مبارك سعيد يا أمهاتنا اللواتي أنجبن مناضلين و مناضلات قدموا الغالي و النفيس من أجل القضية. المراة في السرد الامازيغي
المرأة الأمازيغية في السرد الأمازيغي , موضوع جعله المهتمون حديث العصر, موضوع أسال مداد أقلامهم وجحظ عيونهم في محاولة لنفض الغبار عن الدور البارز الذي تلعبه المرأة الأمازيغية في السرد الأمازيغي سواء تعلق الأمر بكونها ساردة أو بكونها شخصية أو موضوع الحديث داخل السرد. خصوصا وأن المرأة الأمازيغية لها درجتها الخاصة في المجتمع الأمازيغي فتاريخهم عرف عدة شخصيات نسائية عرفن بقوتهن وجبروتهن مثل ” تيهيا ” التي كان زمنها معروفا بقوتها في تسيير بلادها والسير قدما نحو التطور والإزدهار. فالمرأة الأمازيغية ليست مجرد رداء يرتديه الرجل كلما دخل بيته بل تتعدى الأمر إلى أبعد من ذلك لكونها هي مركز الحياة إذ تساهم في حمل الإقتصاد وتقاسم الهم مع الرجل إذ نجدها تشتغل بجانبه في الضيعة وتسرح المواشي وتجمع الحطب… بالإضافة إلى أشغال البيت وتربية الأبناء. ولكونها تتقاسم مع الرجل الأتعاب إلا أنها تتقاسم معه حتى ” أسايس” أي مكان الغناء والرقص إذ نجد في بعض المناطق المغربية فن أحواش خاصة بمنطقة “إمينتانوت” صف للرجال وصف للنساء ويتبادلون الغناء إذن من هنا يمكن الجزم بالمساواة بين الرجل والمرأة عند الأمازيغ على عكس الحضارة العربية التي تدفن الفتيات الصغيرات عندما يولدن لكونهن مصدر شؤم. في هذا البحث تناولنا ثلاثة أنواع من السرد القصة : التي تحكي عن صراع متجذر في التاريخ بين العجوز والعروس.الوجه الثاني للسرد متعلق بالأمثال الشعبية الأمازيغية : هذا الصنف الذي يساهم بشكل كبير في التمكن من اللغة المتداولة لكونه معروف بجزالة اللفظ والإيحاء وأيضا التشبيه . الوجه الأخير للبحث متعلق بجانب الألغاز أو الجمل الملغومة هذه الجمل تساعد الطفل في بلوغ نوع من الذكاء الخارق حيث تختبر أمه دهاءه من خلال تغير الكلمات وإستبدالها بأخرى ليحاول الطفل البحث عن الحل وإيجاد جواب للعقدة. إذن ثلاثة أوجه وثلاثة أنواع من السرد في محاولة لإكتشاف مكانة المرأة في السرد الأمازيغي وكيف يمكنها أن تكون المحافظة على السرد ونقله من جيل إلى آخر بعملية المشافهة إلى حدود المرحلة التي أضحت مرحلة الوعي بأهمية ما ينتجه الأمازيغ منذ غابر الأزمان رغم توالي الحروب والصراعات مع الآخر في زمن البقاء فيه للأقوى ولا مجال للضعيف إلى أن تم الرقي بالأمازيغية في بلاد تمزغا وكل هذا بفضل تلك المرأة التي يحتقرها الآخر ويمجدها الأمازيغ في بلاد تمزغا لكن السؤال المحير هو : ماذا قدم التاريخ الحالي للمرأة الأمازيغية بعدما قدم لها القديم وقفة تبجيل وتقدير ؟ القصة مأخوذة من الرواية الشفوية لمنطقة أورير باللغة الأمازيغية وقمت بترجمتها غلى العربية تحت عنوان ” العروس والعجوز” “taslit d tf9irt “ القصة: كريم: يا ترى كيف ستكون حكاية الليلة يا جدتي ؟ الجدة: في هذه الليلة يا بني سأسرد لك قصة العروس والعجوز. الجدة: حكاية قديمة في الزمن سرقت فيها القطة السمن لماذا سرقت السمن ؟ لتدهن به أظافر صغارها لماذا تدهن أظافر صغارها؟ لتحمل بها الخشب ولماذا تحمل بها الخشب ؟ لأجل بناء منزل لماذا تبني المنزل ؟ ليكون ملجأ لأبنائها. يحكى في الماضي أن إمرأة مسنة توفي زوجها وترك في ذمتها إبنا أسموه *( أوفال), منزلا,و وصية فوصاها أن لا تفتح الوصية إلا بعد أن يكبر الإبن ويصل مرحلة النضج والزواج . وفي يوم من الأيام قامت المرأة بحمل الوصية فدخلت على إبنها في غرفته, وقدمتها له فقالت : خذ هذه الوصية التي كتبها أبوك وإقرأ ما بداخلها. فتح الإبن الوصية فوجد بداخلها : “إن تزوجت فلا ترحل عن أمك“ أخبر الإبن الأم وإتفقا على الأمر كما إتفقا على الزوجة التي ستكون من نصيبه. مر العرس و (تركا ن ومان)* في أحسن الأجواء. وبعد مرور وهلة من الزمن بدأت ملامح الصراع تلوح في الأفق. حيث دخلت الأم في صراعات مع زوجة إبنها فلا يحصل الإتفاق بينهما في غالب الأحيان. ليصبح الإبن ضحية هذا الصراع , عند عودته من العمل الشاق في المزرعة يجد في المنزل الكثير من المشاكل والصراعات التافهة. إن ذهب عند أمه ليراها تقول له : إفترق عن تلك الساقطة إن أردت أن تحصل على رضواني. وإن عاد إلى زوجته تقول له: إن كنت فعلا تحبني فهلم لنرحل عن أمك ونتركها هي والمنزل. في واقع الأمر لقد تعب الرجل, وما يزيد الطين بلة بالنسبة لأوفال كونه لا يريد أن يكون مع هذا الطرف أو ذاك خصوصا وأنه يحب كلتاهما . وفي يوم من الأيام تأخر أوفال في العمل فلم يعد إلى المنزل إلا بعد غروب الشمس, فوضع ما كان يحمل في يده ودخل إلى غرفته ليرتاح قليلا, فغفى ونام - الجدة: هل نمت يا كريم ؟ - كريم : لا يا جدتي أوفال هو الذي غفى ونام - الجدة: أحسنت يا بني نام إلى أن دخلت عليه زوجته في غرفته بشكل مخيف فقالت له : ” إستيقظ يا رجل, لترى هذه المهزلة التي وضعتنا فيها أمك, إنها تتحدث مع شخص ما في غرفتها, أدخلته بعد أن تأكدت من نومك, أكيد أننا سنصبح موضوع إستهزاء أهل القرية.” أوفال : ” هل أنت متأكدة مما تقولين ؟“ الزوجة : ” بالتأكيد, إن ساورك شك بما أقوله فتأكد بنفسك“ أوفال : ” أقسم إن كان ما تقولينه صحيحا لأقتلنهما معا “ توجه أوفال بحذر إلى غرفة أمه وتصنت عليها فسمعها تقول :” إشتقت إليك كثيرا يا صاحب اليدين الناعمتين , حبك يمتلكني, إجعل يداك تحضنانني وخذني معك إلى عالمك, أنت من تخرجني من حياة المشقة إلى حياة العسل والمتعة…” ذهب أوفال بسرعة إلى البيدر فأخذ منه آلة حادة تصلح لحمل التبن, فتوجه إلى غرفة أمه وزوجته حاملة معها المصباح لتنير طريقه . طرق باب غرفة أمه بشكل مفزع لكن أمه لا تردد عليه فإضطر إلى كسر باب الغرفة, حدق فيها فلم يجد سوى أمه التي كانت تحاول إنارة المصباح. نضرت الأم إلى يد إبنها فقالت له : الأم : ماذا حل بك يابني لماذا كسرت باب الغرفة ؟ أوفال : إلى من كنت تتحدثين ؟ من هو صاحب اليدين الناعمتين ؟ الأم : (وهي ضاحكة) كنت أتحدث مع النعاس قلت له أن يحملني معه , فهو من كنت أنعته بصاحب اليدين الناعمتين. فتوجه *أوفال إلى غرفته وأغلق بابها وترك زوجته في بهو المنزل . لتذهب بدورها إلى البيدر لتنام فيه. في الصباح إستيقظت لتجد ملابسها أمام غرفتها, لقد طلقها زوجها لكونه لا يتقن فن العيساوة كريم : ماذا تقصدين يا جدتي ؟ الجدة : أقصد أنه لايستطيع وضع ثعبانين أو أكثر إلا من كان ذكيا كفاية. المـعــــــــجـــــــم : * (تركا ن ومان):في العرف الأمازيغي تزور عائلة العروس إبنتها بعد أسبوع من الزواج ليرو مدى تأقلمها مع بيتها وعائلتها الجديدتين فيحملون لها الهدايا وما لد وطاب من الأكل… * أوفال :إسم من الأسماء الأمازيغية, وهو في الأصل تلك العصا التي يحرك بها الناس الحريرة المغربية … المصدر المعتمد في السرد : فاظمة أولوحش , 1938 , القاطنة بإكرضان , إدوتنان , أكادير الرؤية النقدية للقصة : تنفوست , تلاست , أمي , تدمينت , تمنديت , تنقيست , تمشهوت… أسامي تتعدد, تختلف حسب المناطق لكنها عيون تصب في مجرى واحد, كلها أسماء تعبر عن كلمة واحدة ( الحكاية). هذا التعدد الملحوظ حول هذا الإسم في بلاد تمزغا يصنف الحكي كموروث ثقافي شعبي يستعمل وينتج في بقاع البلاد كلها وهنا يمكن الحديث عن الأهمية التي تكتسحها القصة عند الأمازيغ باعتبارها فن يتعاطه هذا العنصر البشري أينما وجدوا منذ غابر الأزمان, خاصة منهم النساء, بإعتبارهن أحد الركائز الأساسية لفن الحكي ومصدره وهنا يمكن التطرق إلى الدور المنوط بالمرأة ليس كونها راوية فقط ولكن أيضا كونها جزء لا يتجزأ من أحداث القصة أو ربما أيضا المحرك الأساسي لأطوار القصة . إذن من خلال كل ما سلف ما هو دور المرأة في الحكي الأمازيغي ؟ وكيف يمكنها أن تكون المحرك الأساسي للقصة إنطلاقا من تجربة قصة العروس والعجوز؟ دور المرأة الأمازيغية في السرد الأمازيغي لا يمكن حصره في مجرد كونها إمرأة ساردة ومجترة لما أكلته من سرد موروث عن السلف الصالح بل يتعداه إلى أبعد من ذلك لكونها تضفي على القصة لمستها الخاصة وتجعل المستمع يستمتع بسماعها وتضعه في حفنة التشويق إنطلاقا من طريقة سردها خاصة وأن الفئة المستهدف من السرد هم الأطفال في زمن تنعدم فيه آليات التواصل ( تلفاز – معلوميات- إنارة…) لذلك تجدهم يحومون حول الجدة أو الأم التي تحكي كل ليلة بحضور رمز أساسي في عملية السرد وهي الشمعة التي تبكي ويسمعون القصص المتنوعة المليئة بالنصائح والعبر وكذا المعلومات المتعلق بالثقافة الأمازيغية وبحياة الإنسان بصفة عامة في قالب يتمازج فيه الخيال بالواقع مكونين لذة تشنف أسماع الأطفال. وبالحديث عن الخيال فإن السارد الأمازيغي صنع لنفسه زمن خاصا به أسماه ( دولت ن كوكرا) زمن ميثي غير واقعي خيالي من إبداع الإنسان بحيث كل شيء فيه مسخر له ( الحجر يؤكل على أساس أنه خبز) الحيوانات تتحدث بلغة الإنسان ( الأمازيغية)… لذلك فهذا الزمن عندما تدخله المرأة الساردة في حكاياتها فإنها تخاطب بذلك نفسية الأطفال وتمارس المقاربة البيداغوجية وتستغلها لإرسال الإديولوجيات والتصورات عن حياة الإنسان الأمازيغي وثقافته لتتشكل بذلك عند الطفل صورة عامة مجملة عن إرثه وموروثه الثقافي فتترسخ عنده فكرة ” أنا أمازيغي إذن أنا موجود“. وبالحديث عن الكيان والوجود فإن وجود المرأة الأمازيغية في السرد لهو أمر مهم وأساسي خصوصا وأنها تلعب في غالب الأحيان دور البطولة وتكون موضوع الحديث لذلك يمكن إعتبارها المحرك الأساسي للسرد ولقصة ” العجوز والعروس” قيد الإشتغال حيث نلمس من خلال هذه القصة الصراع بين قطبين راغبين في بسط السيطرة على المنزل والممتلكات وتسييرها بين قطب يمكن إعتباره صاحب الأملاك وله الحق في تسييرها شرعا وقانونا وبين قطب جديد يحوم حول إسقاط النظام وإعتلاء عرش التسيير والتربع في مقام السلطة والجدير بالذكر أن هذا الصراع ترجعه الروايات الشفوية بمنطقة أيت رخا بأقاليم أيت بعمران أنه يعود إلى زمن النبي موسى عندما أعد سفينته ليهاجر أصحابه هربا من بطش الكفار فركبت الحيوانات على ظهر السفينة فأتى الدور على الحمار ومعه إبليس راكبا فوق ظهره ومنع النبي إبليس من الدخول ليقول للحمار ( تقدم أيها الشيطان) فدخل الحمار والشيطان معا فلما دخل النبي إلى السفينة ليعطيها إشارة الإنطلاق وجد إبليس جالس بين العجوز وعروستها ويتحدث إليهما فلما أراد النبي طرده رفضت كلا المرأتين مخبرتا إياه أنه إبليس مجرد رجل مسكين يريد أن يظفر بدوره بالحياة وبأنه يرفه عنهما. ومنذ ذلك الحين إلى الآن نجد أن الشيطان يتواجد دائما بين العروس وعجوزتها فيجعلهما يتصرعتان على أقل الأشياء لينتهي بهما الأمر إلى محاولة قتل إحداهما الأخرى كما حدث في القصة التي نشتغل عليها لكن الفوز دائما يعود دائما إلى التي تكون ذكية في التعامل مع المواقف والفشل يعود إلى المتسرعة الشريرة التي لا تحب الخير إلا لنفسها دون الآخر. إذن بالنظر إلى هذه القصة فإن المرأة هي المحرك للأحداث والصانعة للتشويق والمتعة والإثارة داخل القصة. بعد كل هذا التمجيد والتكبير للمرأة الأمازيغية بعد عصور خلت سواء في المجتمع أو البيت لكونها أساس من أسس المجتمع وهي الضامنة لإستقراره فهل يمكن أن نتحدث عن الإكبار في هذا الزمن الذي تداخلت فيه الثقافات ورفعت فيه لافتات المطالبة بالمساواة بين الجنسين ؟ النساء شقائق الرجال.المقامَة النسائيّة
(( النسـاء شـقائق الرجـال )) لا أسأل الله تغييرا لما فعلت *** نامت وقد اسهرت عيني عيناها فالليل أطول شيء حين أفقدها *** والليل أقصر شيء حين ألقاها رفقًا بالقوارير ، فإنهن مثل العصافير ، لكل روض ريحان ، وريحان روض الدنيا النسوان ، هن شقائق الرجال ، وأمهات الأجيال ، هن الجنس اللطيف، والنوع الظريف ، يلدن العظماء ، وينجبن العلماء ، ويربين الحلماء ، وينتجن الحكماء ، المرأة عطف ، ولطف وظرف ، سبابها سراب ، وغضبها عتاب ، من وخطه المشيب، فليس له من ودهنّ نصيب ، لو جعلت لها الكنوز مهرا، وقمت على رأسها بالخدمة شهرا ، ثم رأت منك ذنبا قليلا ، قالت ما رأيت منك جميلا ، القنطار من غيرها دينار ، والدينار منها قنطار ، هي في الدنيا المتاع ، والحسن والإبداع ، وهي للرجل لباس ، وفي الحياة إيناس . وهي الأم الحنون ، صاحبة الشجون ، خير من رثى وبكى ، وأفجع من تألم وشكى، لبنها أصدق طعام ، وحصنها أكرم مقام ، ثديها مورد الحنان ، وحشاها مهبط الإنسان ، في عينها أسرار ، وفي جفنها أخبار ، في رضاعها معاني الجود ، وفي ضمها الود المحمود ، قُبَلاتها لطفلها صلوات القلب ، وبرّ طفلها لها مرضاة الرب ، شبعها أن لا يجوع وليدها ، وجوعها أن لا يشبع وحيدها ، غياب المرأة من الحياة وأْد للسرور، واختفاؤها في مهرجان الدنيا قتل للحبور. هي بيت الحسب والنسب ، وجامعة المثل والأدب ، ذهبٌ بلا امرأة لهب ، وجوهر بلا امرأة خشب ، تقرأ في نظراتها لغة القلوب ، وتعلم الحب من هجرها المحبوب ، وبالمرأة عرف الهجر والوصال ، والاتصال والانفصال ، والغرام والهيام ، والبراءة والاتهام ، تقتل بالنظرات ، وتخطب بالعبرات ، كلامها السحر الحلال ، ولفظها العسل السيَّال ، بسمتها ألذ من العنب والتوت ، وهي أسحر من هاروت وماروت ، وقال نسوة في المدينة ، كل مهجة فهي لنا مَدينة ، وأفضل النسوان ، الحصان الرزان ، ألفاظها أوزان ، وعقلها ميزان ، إذا تحجّبت فشمس في غمام ، وظبي في خزام ، هي رواية تترجمها الأرواح ، وهي مِسْك تذروه الرياح ، في شفتيها ألف قِصَّة ، وفي أعماقها سبعون غصَّة ، ليلى جعلت نهار المجنون ليلاً ، وصيرت عَزَّةُ دموع كثيِّرٍ سيلاً . ليلي وليلـى نفى نومي اختلافـهما *** في الطُّول والطَّول طوبى لي لو اعتدلا يجود بالطُّول ليلـي كلـما بخـلت *** بالطـّول ليـلى وإن جادت به بخـلا على شفتيها المطبقات سؤال ، وفي جفنيها مقال ، أحرف الحب صامتة على محيّاها، وقصائد الغرام حائرة على ريّاها ، حسن الشمس من حسنها ينهار ، والليل من شعرها يغار . من النساء خديجة رمز الأدب ، لها قصر في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب ، ومن النساء عائشة بنت الصديق ، صاحبة العلم والإتقان والتحقيق ، المطهرة الطاهرة ، صاحبة السجايا الباهرة ، والمحامد الظاهرة ، ومن النساء فاطمة البتول ، بنت الرسول ، أم السِبْطين ، الحسن والحسين ، سيدة نساء العالمين ، المقبولة عند رب العالمين . ولـو أن النسـاء كمـن عرفنـا *** لفضِّـلت النساء على الرجالِ فما التأنيـث لاسم الشمس عـيبٌ *** ولا التـذكير فخــرٌ للهـلالِ المرأة صحيفة بيضاء ، يكتب فيها الرجل ما يشاء ، من حب وعتاب ، وغضب وسباب ، وهي روضة خضراء ، وحديقة فيحاء ، فيها من كل زوج بهيج ، ومن كل شكل فريج ، أمضى سيوفهن الحب ، يصرعن به ذا اللُّب ، الحازم معهن ضعيف ، والعاقل عندهن سخيف ، ترى الرجل يصارع الأسود ، ويقارع الجنود ، ثم تغلبه امرأة..! وترى الرجل يزهد في الحطام ، ويصوم عن الشراب والطعام ، ثم تصرعه امرأة ، وترى الشجاع يطرح الكماة ، ويهزم الرماة ، وإذا قَصْدُه امرأة . عنترة فُتِن بعبلة ، فرأى بريق السيوف كثغرها فقاتَل ، ورأى سواد الهول كشعرها فنازَل ، حضر جيش فشم طيب العطارة منشم ، فيا خسارة من شم ، فصار الجيش بطيبها في هزيمة ، ولأعدائه غنيمة . المرأة ولو أنها في الخصام غير مبين ، فدمعها أفصح شيء عند المحبين، سِرّ قوّتها أنها ضعيفة ، ولغز بأسها أنها لطيفة . يريد الغرب من المرأة أن تتبرج ، وبالفتنة تتبهرج ، وعلى الثلج تتزلج ، ويريد الإسلام منها العفاف والستر ، والتقوى والطهر، لتكون آية في الحسن والقبول والأسر ، يريد أهل الكفر منها أن تكون عالمة فيزياء ، وعارضة أزياء ، ولو فتنت رجالها ، وعقّت أطفالها ، وضيّعت أجيالها ، ويريد الإسلام أن تكون أمينة حصينة ثمينة ، الأمل من عينيها يشرق ، والظمأ في دمعها يغرق ، والسِّحر من بهائها يُسرق ، بكاؤها صرخة احتجاج ، وصمتها علامة الرضا بالزواج ، كان آدم في الجنة بلا أنيس ولا جليس ، فطالت وحشته، وصعبت عليه غربته ، فخلق الله له حواء ، فتم بينهما الصفاء والوفاء، وحسن اللقاء ، وجميل العِشْرة والاحتفاء ، فرجل بلا امرأة كتاب بلا عنوان ، ومُلْك بلا سلطان ، وامرأة بلا رجل صحراء لا نبت فيها ولا شجر ، وروضة لا طلع بها ولا ثمر . شكرًا يا آمنة بنت وهب لقد أهديت للإنسانية ، وقدمت للبشرية ، ابناً تضاءلت في عظمته الشمس في ضحاها ، والقمر إذا تلاها ، ابنا قال للوثنية وهي تعرض تلك العروض، وتفرض تلك الفروض ، والذي نفسي بيده لو وضعتم الشمس في يميني ، والقمر في يساري لن أترك ديني ، حتى يعم القرى والبراري ، ويكفي النساء ، ما أطل صباح وكرّ مساء ، أن محمدًا صلى الله عليه وسلم من امرأة وُلِد ، ومن أنثى وُجِد : بشرى من الغيب ألقت في فم الغار*** وحياً وأفضت إلى الدنيا بأسرارِ بشرى النبوة طافت كالشذى سحرًا *** وأعلـنت في الدنـا ميلاد أنوارِ وشقّت الصمت والأنسـام تحمـلها *** تحت السـكينة من دارٍ إلى دارِ قدَّمت المرأة للعالم الخلفاء الراشدين ، والأبطال المجاهدين، وعباقرة الدنيا والدين ، المرأة إذا حسّنت آدابها ، وطهّرت جلبابها ، ملأت القلب حنانا ، والبيت رضوانا ، والدنيا سكنًا وعرفانا . والبيت بلا امرأة محراب بلا إمام ، وطريق بلا أعلام، إذا اختفت المرأة من الحياة ، اختفت منها القبلات والبسمات ، والنظرات والعبرات . وإذا غابت المرأة من الوجود غاب منه الإخصاب والإنجاب ، والكلمات العذاب ، والعيش المستطاب . في الحديث : (( تزوجوا الودود الولود )) ، والسر في ذلك لتكثر الحشود ، وتزداد الجنود ، وليكاثِر بنا رسولنا صلى الله عليه وسلم يوم الوفود . يوم تخلع المرأة الحجاب ، وتضع الجلباب ، فقد عصت حكم الإسلام ، وخرجت على الاحتشام ، وقُل على العفاف السلام . كيف يُسكن بيت بلا أبواب ، ويُحل قصر بلا حجاب ، ويُشرب ماء ولغت فيه الكلاب، من حق الدرة أن تصان ، ومن واجب الثمرة أن تحفظ في الأكنان ، وكذلك المرأة بيتها أحسن مكان ، ولكن المرأة إذا قلبت ظهر المجن ، وعرّضت نفسها للفتن ، فهي ظالمة في ثوب مظلوم ، عندهن من أصناف المكر علوم . كيد الشيطان ضعيف وكيدهن عظيم ، وقوتهن واهية لكن خطرهن جسيم ، هن صويحبات يوسف ذوات السكاكين ، وقاهرات الرجال المساكين ، حتى قال الرشيد في بعض النشيد : مالـي تطاوعني البـريـة كلهـا *** وأطيعهن وهُـنَّ في عصيـاني فاجعل بينهن وبين الشر لهبا ، واملأ عليهن منافذ الفتنة حرسًا شديداً وشهبا ، فلا تَعرِض اللحم على الباز ، ولا تنشر القماش على البزّاز ، فأنعم بحرز الستر والصيانة ، وأكرم بحجاب العفاف والحصانة . وإذا رزقت بنات ، فإن هن من أعظم الحسنات ، حجاب من النار ، وحرز من غضب الجبار ، فاحتسب النفقة ، فإنها صدقة ، ولو أنه غرفة من مرقة ، وتعاهدهن بالبر والصلة ، فإن رحمتهن للجنة موصلة ، وكفاك أن الرسول المشرِّع ، رزق ببنات أربع . والمرأة هي بطلة الأمومة ، ومنجبة الأمة المرحومة ، فضائلها معلومة ، وهي معدن الحسب والكرم والأرومة. وتعليمها الدين من أشرف خصال الموحدين ، لأنها تصبح لكتاب الله تالية ، ذات أخلاق عالية ، تتفقه في الكتاب والسنة، لأنهما أقرب طريق للجنة . وأما علاَّم الكفر ، الذي أعان المرأة على المكر ، وصرفها عن الذكر والشكر ، فهو المسؤول عن عقوقها وتضييعها لحقوقها ، وإصرارها على معصيتها وفسوقها . جعلوا المرأة سلعة للدعاية والإعلان ، وخطيبة في البرلمان ، تشارك في التجارة ، وتقاتل الجنود الجرارة ، جعلوها جندي شرطة ، فوقعت من الإحراج في ورطة ، تمتطي الدبابة ، وتطارد الكتائب في الغابة ، يُستدَر بهنّ عطف الجبابرة ، وتبرم بهنّ الخطط الماكرة ، ويكفيك في ضلالهم ، وسوء أعمالهم ، أن الهدهد وهو طائر ممتهن ، أنكر على بلقيس حكم اليمن ، وامرأة خلقها الله لمهمة ، كيف يزج بها في أمور مدلهمّة . ونحن الرجال أسندت إدارة الحياة إلينا ، وكتب القتل والقتال علينا ، وأما النساء في الإسلام فمقصورات في الخيام ، محفوظات من اللئام ، مصونات عن الآثام . وماذا فعل بالمرأة سقراط وبقراط وديمقراط ، أهل الأوهام والأغلاط ، جعلوها شيطانة ، وسموها الفتانة ، وإنما هي في بعض الأوقات قهرمانه ، وريحانة . أما الفُرْس ، البكم الخُرْس ، فجعلوها خادمة للمال والنفس ، بل قال بزر جمهور: المرأة ليست بإنسانة فلا تمول ولا تمهر ، وهذا غاية التهور . أما أهل الوثنية ، ودعاة الجاهلية ، فحرموها من الميراث، حتى جعلوها أرخص من الأثاث ، ووأدوا البنات ، وقتلوا الأخوات ، وعقّوا الأمهات ، وليس لها عندهم قيمة ، فهي في منزلة البهيمة ، فهي عندهم حق مشاع ، للخدمة والمتاع . أما الغرب فهي عندهم للمغريات ورقة رابحة ، أبرزوها في صور فاضحة ، أخرجوها بلا أدب ولا دين ، وعرضوا صورتها في الميادين ، باعوها في سوق النخاسة ، ووظفوها للرجس والخساسة ، وأقحموها مغارات السياسة . وما كَرَّم النساء ، مثل صاحب الشريعة السمحاء ، والملة الغراء ، فقد بيّن بقوله ، (( خيركم خيركم لأهله )) ، ويا معاشر الأمم هل عندكم ، حديث (( الله الله في النساء فإنهن عوان عندكم )) . وكان في بيته صلى الله عليه وسلم أفضل الأزواج ، دائم السرور والابتهاج ، يملأ البيت أنسًا ومزاحا ، وبشرا وأفراحا ، طيّب الشذى ، عديم الأذى ، لطيف المحشر ، جميل المظهر ، طيب المخبر ، لا يعاتب ولا يغاضب ، ولا يطالب ولا يضارب ، يؤثر الصفح على العتاب ، والحلم على السباب . ومن حبه للبنات ، وعطْفِه على الضعيفات ، يحمل أُمامة ، وهو في الإمامة ، فإذا سجد وضعها ، وإذا قام رفعها ، وكان يقوم لفاطمة الزهراء ، والدرة الغراء ، ويجلسها مكانه ، ويطأ لها أركانه ، فكأن سرور الحياة صب عليها ، وكأن الدنيا وضعت بين يديها . هي بنـت مَـنْ هـي أم مَـنْ *** من ذا يساوي في الأنام علاهـا أمـا أبوهـا فهو أشرف مرسلٍ *** جبريل بالتوحيـد قد ربـّاهـا وعليُّ زوجٌ لا تسلْ عنه سـوى *** سيـفٌ غدا بيـمينـه تيَّـاها وكان يجلس صلى الله عليه وسلم للنساء من أيامه ، فيفيض عليهن من بره وإكرامه، وجوده وإنعامه ، فكأنه الغيث أصاب أرضًا قاحلة ، والماء غمر تربة ماحلة، فإذا هو يملأ القلوب حبّا ، والنفوس أنساً وقُربا ، يبشر من مات لها ولد بالنعيم المقيم ، فتتمنى كل امرأة أنها ذهب لها فطيم ، لِما سمعت من الأجر العظيم . ويُخبر من تطيع بعلها ، وتُحسِن فِعْلها ، بأن الجنة مأواها ، والفردوس مثواها ، يقف مع المرأة الشاكية ، ويتفجع للأنثى الباكية ، فلو كانت الرحمة في هيكل لكانت في مثاله ، ولو الرفق في صورة لكان في سرباله ، تأتيه المرأة المصابة في خوف وهول ، وفي دهش وذهول ، فما هو إلا أن ترى إشراق جبينه ، ويُسْر دينه ، ولطفه المتناهي ، وخلقه الباهي، حتى تعود عامرة الفؤاد ، حسنة الفأل والاعتقاد . الشيخ عائض بن عبدالله القرني |